كشفت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، أن حزبها سيترأس وفدا من الأحزاب الاشتراكية المغربية إلى السويد، لشرح وجهة نظر الاشتراكيين المغاربة من القضية الوطنية.
وسيترأس الحزب الاشتراكي الموحد (معارضة) وفدا يضم قادة عن حزبي الاتحاد الاشتراكي (معارضة برلمانية)، والتقدم والاشتراكية (أغلبية حكومية)، وسيسافر الأحد المقبل إلى السويد، لتدارك النقص الحاصل في الديبلوماسية الرسمية، خاصة أن المغرب لا يتوفر على سفير في السويد منذ أكثر من سنة، ويدير السفارة قائم بالأعمال.
وقالت نبيلة منيب، في تصريح لـ”إحاطة.ما“، إن موقفها خلال اجتماع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، مع قادة الأحزاب السياسية، كان واضحا أن الدفاع عن القضية الوطنية يجب أن لا يكون مناسباتيا، بل ممتدا على مدى السنة، وأن الوفد الذي يجب أن يلتقي الأحزاب السياسية السويدية يجب أن يكون من التوجه نفسه لتلك الأحزاب، أي أحزاب يسارية اشتراكية.
وأوضحت نبيلة منيب أن الحزب الاشتراكي الموحد ظل يدافع عن القضية الوطنية، منذ زمن، خاصة أن أحد قادته ومؤسسيه، محمد بنسعيد أيت يدر، كان قائدا لجيش التحرير في الجنوب المغربي، وحمل السلاح من أجل تحرير الصحراء المغربية.
وأشارت منيب إلى أن تصور الحزب للقضية الوطنية مؤسس، ومبني، ومقنع، ويدافع عنه في الملتقيات الدولية، وأقنع مجموعة من الأحزاب، خاصة أنه موقف لحزب معارض، يناضل من أجل مغرب ديمقراطي.
ولم يفت نبيلة منيب إلى التذكير بأن القضية الوطنية يجب أن لا تكون محط اهتمام مع كل تهديد، بل يجب أن تكون محط اهتمام الجميع، وفي كل حين، وقالت إن الاشتراكي الموحد طالما طالب بإشراك ومشاركة كل الفاعلين، وباستمرار، في تدبير القضية، خاصة أنها قضية كل المغاربة.
وأشارت نبيلة إلى أن الاجتماع بين الأحزاب ورئيس الحكومة كان مناسبة لتأكيد موقف الاشتراكي الموحد، وطرح وجهة نظر الحزب.
وقالت إن جهات معلومة ليست لها مصلحة في حل مشكل الصحراء المغربية، تحركت من جديد، من أجل إدخال الملف إلى النفق المسدود.
وأكدت منيب أن لكل بلد مصالحه الجيو استراتيجية، وأن الجزائر غيرت تحركاتها بعد تراجع بعض الدول الإفريقية عن الاعتراف بالبوليزاريو، نحو أوروبا.
وأوضحت أن المغرب كان دوما يفتقد استراتيجية في الزمان في تدبير ملف القضية الوطنية وفي البحث عن معالجة الملف.
وأكدت منيب أن هذا الاجتماع جاء بعد صعود تحالف الأحزاب اليسارية، من اشتراكيين وشيوعيين وخضر، إلى الحكم في السويد، والذين كانوا يساندون البوليساريو، والآن مادام أنهم يتوفرون على الأغلبية في البرلمان، قرروا رفع مقترح الاعتراف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، مضيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بالسويد، بل هناك تحرك على مستوى الأمم المتحدة، لانتزاع اعتراف دولي، موضحة أن الأمر لا يتعلق بأهداف سياسية إنما بمصالح.
وأشارت نبيلة غلى أن المغرب اضطر إلى التحرك أمام هذا الوضع الجديد، على المستويين، الديبلوماسية الرسمية والديبلوماسية الشعبية، موضحة أن كل العوامل مساعدة للمغرب في كسب رهان القضية الوطنية، ولكن لا يحسن استثمارها، من بينها الوضع العام في المنطقة، وانتشار الإرهاب، والوضع في مخيمات تندوف، لكن في المقابل أكدت منيب أن ترسيخ الديمقراطية في المغرب كفيل بالتصدي لكل الأطروحات المناوئة للقضية الوطنية.
ونبهت منيب إلى مسألة اعتبرتها أساسية أن المغرب في كل مرة يجد نفسه في ردة فعل، بدل تبني خطوة هجومية، لأنه صاحب حق، ودعت إلى تجاوز أخطاء الماضي، بعدم تمركز الملف بيد الدولة، وإشراك الفاعلين في جميع اللحظات والمحطات.