محمد السعدوني : مراسلة خاصة “إحاطة”
نظمت الغرفة التجارية الأمريكية وسفارة المملكة المغربية في واشنطن يوم أمس الخميس المنتدى التجاري المغربي الأمريكي في دورته الثالثة تحت شعار : “بناء الروابط لرفع المبادلات التجارية”.
وعرف المنتدى الذي استمر يوما كاملا حضورا وازنا لمسؤولين حكوميين تتقدمهم أمينة بنخضرا المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن وعثمان الفردوس كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، ويوسف العمراني مكلف بمهمة بالديوان الملكي، ونايلة التازي نائبة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، كما عرف اللقاء حضور شخصيات أمريكية وازنة في قطاع التجارة والخدمات والطيران والطاقة المتجددة.
وعرفت القمة حضور فعاليات اقتصادية من المغرب للقاء نظرائهم الأمريكيين في ورش مفتوح للتفاعل وتبادل الخبرات والأفكار، وأشاد المتدخلون وعلى رأسهم للا جمالة العلوي سفيرة المملكة بواشنطن بالعلاقات التاريخية التي تجمع الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، وتحدثت عن الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب كبوابة لإفريقيا انطلاقا من السياسة الرشيدة لملك المغرب، كما تطرقت إلى التعاون المغربي الأمريكي الذي يشمل كل المجالات وخاصة المرتبطة بالإقتصاد والاستثمار والمبادلات التجارية.
أمينة بنخضراء المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن أشارت من جانبها إلى الدور الكبير الذي يلعبه المغرب إفريقيا على جميع المستويات، وقالت : “نحن نعرف التحديات الطاقية التي تواجهها إفريقيا والدور الكبير الذي قطعه المغرب في الطاقة البديلة كإحدى دعامات الأساسية لجر قاطرة النمو”، وتحدثت في كلمة مداخلتها عن القفزة النوعية التي حققها المغرب على المستوى الطاقي والمشاريع البيئية والسوسيو اقتصادية التي تم إنجازها في هذا الصدد، كما ذكرت بأن المغرب، الذي جعل من التعاون جنوب جنوب أولوية، مستعد لتقاسم خبرته وتجربته مع البلدان الإفريقية، لاسيما تلك التي تعاني الهشاشة الطاقية وولوجا ضعيفا جدا إلى الطاقة، وأن من شأن هذا التعاون المغربي الأمريكي أن يفتح أفقا تنموية طاقية كبرى في إفريقيا.
عثمان فردوس كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي تحدث بإسهاب عن النمو الاقتصادي الجد السريع الذي ينهجه المغرب حتى أضحى رائدا إفريقيا ومنافسا لتركيا وحتى بعض دول أروبا الشرقية، وقال فردوس إن المغرب حقق في السنوات الأخيرة تقدما ملموسا على المستوى الصناعي والخدماتي والاستثماري وأن المملكة أضحت فضاء خصبا للاستثمار والقاطرة التي تقود إفريقيا الفتية بفضل السياسة الحكيمة للملك ورؤيته التي جعلت من المغرب قطبا استثماريا مهما بفضل موقعه الاستراتيجي والإمكانات التي يوفرها.
سكوت إزنر رئيس مركز الأعمال الإفريقي الأمريكي قال في كلمة افتتاحية أمام الحضور : “المغرب محور إفريقي مهم وهذه فرصة للاطلاع على المؤهلات الاقتصادية والاستثمارية لدولة تحاول بكل جهودها جر قاطرة التنمية الإفريقية وسيكون الأمر فرصة للمزيد من تبادل الخبرات بين المغاربة والأمريكيين”، وأضاف سكوت الذي كان يتحدث بحماس عن استراتيجية المملكة وريادتها الإفريقية : “نسعى من خلال مركز الأعمال الإفريقي الأمريكي إلى إنعاش التعاون بين إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية ونحن واعون بالدور الكبير الذي تلعبه المملكة إفريقيا والمنتدى فرصة لفتح الأفق الاستثمارية والتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية بين واشنطن والرباط التي تقود ثورة تنموية كبيرة ليس فقط محليا بل إقليميا وقاريا” .
المغرب من خلال هذا المنتدى عبر عن تشبته بعمقه الإفريقي من خلال تحركات الملك محمد السادس في إفريقيا، وحاول المنتدى الترويج لإسم المغرب كدولة تقود قاطرة التنمية في إفريقيا وتكرس عمق العلاقة المتشعبة التاريخية والإقتصادية والاستثمارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.