وضعت حملة مقاطعة شركة “افريقيا” للمحروقات، عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ورئيس التجمع الوطني للأحرار، على صفيح ساخن، وأمام اختبار صعب، قد يعصف بمستقبله السياسي، في حال إذا تمددت الحملة وتقوت، في خضم الضربات المتتالية التي يوجهها له خصومه السياسيين، في مقدمتهم حزب العدالة والتنمية، الذي ” أقسمت” كتائبه على ترصد وتتبع حركات وسكنات الوزير التجمعي في أفق الإطاحة به، انتقاما على وضعه العصا في عجلة المفاوضات الحكومية التي كان يقودها زعيمهم الروحي عبد الإله ابن كيران، قبل أن يتم إعفاؤه ويتخلى عن مسؤوليته في تشكيل حكومته الثانية.
تمكن أخنوش، الذي سبق أن ترأس جمعية النفطيين المغاربة وشغل عضوية الاتحاد العام لمقاولات المغرب، والذي رافق وصوله إلى زعامة حزب الحمامة الكثير من الدعاية الإعلامية لشخصه ونحاجه الاقتصادي وطموحه السياسي، (تمكن) من فرض صورته في المشهد الوطني زعيما سياسيا يملك الكثير من مقومات الشخصية الكاريزيمية، تحت شعار (أغراس أغراس) حاملا لمشروع “المعقولية” في التدبير، وراسما لنفسه مسارا مستقبليا واعدا، كان من المقرر أن ينتهي به على رأس الحكومة في 2021، قبل أن تنطلق حملة المقاطعة التي تستهدفه، فهل ستنجح الحملة في إنهاء المسار السياسي لأخنوش؟
يقول حسن طارق، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، يبدو بديهيا أن حملة المقاطعة أضرت بصورة عزيز أخنوش ، معتبرا أن ذلك من الأعراض الجانبية للمقاطعة.
وأضاف طارق، في حديث لـ موقع “إحاطة.ما“، أن أخنوش تم تقديمه باعتباره حاملا لمشروع سياسي جديد وقادر على تقديم إجابات على أسئلة اقتصادية واجتماعية، وأنه يمارس السياسة بشكل جديد لا مكان فيها للشعبوية.
وأبرز أن هذه الصورة بدأت تنهار مع حملة المقاطعة، التي تضع المستقبل السياسي لأخنوش موضع تساؤل بعد تنامي مد المقاطعة على الفضاء الأزرق.ويصعب التنبؤ بالدور الذي كان يُهيأ لأن يلعبه لأن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا، بحسب المحلل السياسي.
في السياق نفسه، أكد ادريس الكنبوري، المتتبع للشأن السياسي الوطني، لموقع إحاطة.ما أن حملة المقاطعة تركت أثارا خدشت صورة أخنوش وهو ما لا يمكن إنكاره أو نفيه، مشددا على أن خصوم أخنوش سعوا بكل السبل إلى التوظيف السياسي للمقاطعة للقضاء عليه سياسيا.
وسجل أن المقاطعة نجحت في ما فشلت فيها السياسة، أي في تحقيق تقارب بين”البام” و”البيجيدي” العدوين اللدودين، من أجل عزل أخنوش والنيل منه سياسيا.