اختتمت فعاليات مهرجان البحر بمدينة آسفي (عيد البحر) نهاية الأسبوع، بعد أربعة أيام من الأنشطة المتنوعة، اقتصادية، وثقافية، وفنية، ورياضية، وتراثية، ارتأى من خلالها المنظمون استقطاب أكبر عدد من الفاعلين الاقتصاديين، خاصة المقاولات المرتبطة بالبحر، والمهنيين، من بحارة، وأرباب المراكب، وصناع مراكب وقوارب الصيد، وصناع الشباك، وكل الفاعلين المرتبطين بالصيد.
وحاول المنظمون إشراك سكان المدينة، وزوارها، في هذا العيد السنوي، حيث نظم معرض لمنتوجات البحر والصيد، على مساحة 2000 متر مربع بمشاركة 120عارضا .
وافتتح معرض البحر، منذ انطلاق المهرجان، الذي يدخل في دورته الثانية، المنظم من طرف المرصد الجهوي للتنمية المستدامة بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، ومديرية الصيد البحري، ومهنيون بالقطاع والجماعة الحضرية لآسفي، بحفل رسمي، تميز بحضور السلطات المحلية والمنتخبة، حيث أشرف عامل إقليم آسفي، الحسين شاينان، على افتتاح فعالياته، بحضور عمدة مدينة لوريان الفرنسية، ورئيس الجماعة الحضرية لآسفي، وشخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات جمعوية ومهنيين مغاربة وأجانب في قطاع الصيد البحري.
وتميز مهرجان البحر، في دورته الثانية، بمشاركة ميناء لوريان الفرنسي كضيف شرف، بمشاركة وفد هام، يضم مهنيين من المنطقة ومؤسسات شريكة لميناء آسفي، من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، والاطلاع على تجارب المينائين، لوريان وآسفي، وتبادلها، وترسيخ العلاقات الثنائية، التي تجمع بينهما.
وتنوعت معروضات أروقة المعرض بين مختلف الأنشطة والمهن المرتبطة بالبحر، من تجهيزات تكنولوجية حديثة، سواء المستخدمة، ومؤسسات التكوين البحري، والكلية المتعددة التخصصات، والمؤسسات البنكية، واللوجستيك، وتثمين منتجات البحر، والتعاونيات، والمحروقات، والزيوت، والمصبرات، والرياضات البحرية، بمشاركة 120 عارض أتتوا أروقة المعرض، إضافة أروقة تستعرض الجانب التاريخي والتراثي والبيئي وعلاقة آسفي بالبحر، حيث شهدت أروقة المعرض إقبالا جماهيريا، على المدى أربعة أيام .
وإلى جانب القاعة الكبرى للمعرض، كانت قاعة (خيمة)خصصت للعروض واللقاءات الفكرية والثقافية والمهنية، ساهم في تنشيطها وتأطيرها مجموعة من المختصين، مواضيعها ركزت إضافة إلى الصيد البحري ودوره في المساهمة في تنمية المدينة والإقليم، على تريخ المجينة وعلاقتها بالبحر.
وليل مدينة آسفي، وبالموازاة مع المعرض، والعروض، شهد حفلات فنية شارك فيها مجموعة من الفنانين المغاربة، من بينهم الشاب رضوان برحيل، وخولة مجاهد، والمجموعة الغنائية “كرافاطا”، ثم صاحب أغنية “حتى لقيت لي تبغيني” يونس البولماني، إضافة إلى عروض الطبول، وعروض فنية، وبالموازة مع السهرات الفنية، استمتع الجمهور بحفلات الألعاب النارية، التي أبهرت المشاهدين، انطلاقا من سطح قصر البحر، قرب ساحة مولاي يوسف، التي احتضنت منصة السهرات الفنية.
وإضافة إلى السهرات الفنية، شهدت الساحة المجاورة للمعرض، وقاعة العروض، والقاعة الشرفية، فضائات للفرجة الكلاسيكية “الحلقة”، وفنون الشارع، والمسرح، إضافة لعروض السيرك لإعادة الاعتبار إلى ساحة بو الذهب، وإحياء النشاط التجاري لباب الشعبة، التي تأثرت اقتصاديا، بسبب هجرة الزوار لها، وهي التي كانت مركزا تجاريا أساسيا، زمن الحلقة في ساحة بو الذهب.
وفي إحياء لتراث البحار بمدينة آسفي يشهد عيد البحر، أيضا، في يومه الأول، إحياء تقليد، دأب البحارة على تنظيمه كل موسم، حيث يحتفي البحار المسفيوي سنويا بعد فترة الراحة البيولوجية، بالعودة إلى البحر للصيد، في موكب ما يعرف بـ:المعروف”، تنطلق فعالياته من ضريح الولي الشيخ محمد بن صالح نحو ضريح سيدي بوزكري (والي الصيادين) وسط الميناء، إحياء لتقليد تاريخي، حيث يتم نحر جمل وثور، وتوزع اللحوم، وتقام الولائم في عين المكان.
وفي إطار إحياء التراث، أيضا، كان الجمهور على موعد مع ما يعرف بـ”اللمة” الذي نظم في اليوم الثاني من عيد الحبر، في ميناء أسفي، حيث جرى دعوة حوالي ألفي شخص من أجل أكل وجبة السردين، حيث جرى طهي حوالي طنين من السردين في أجواء ينشطها الفولكلور المغربي الشعبي.