روى أستاذ جامعي بكلية الآداب جامعة ابن زهر بأكادير، ما عاشه عن قرب إلى جانب زملائه الأساتذة، و”دون تأويل”، على حج تعبيره، للأحداث التي شهدتها الكلية من عنف بين فصيلين طلابيين، أودى بحياة طالب، أمس السبت، وذلك بالموازاة مع اختبارات شعبة الدراسات الأمازيغية.
وجاءت تدوينة الأستاذ الجامعي على موقع التواصل الاجتماعي، لمزيد من الشرح، بعد تدوينة سابقة، جرى تأويلها، وكتب “تم تأويل عبارة (العنف والعنف المضاد)، التي عبرت بها عن تنديدي بأحداث العنف التي عرفتها كلية الآداب بأكادير، تأويلا غير صحيح وحملت أكثر مما تحتمل”.
ولذلك، يتابع “سأضيف هذه التدوينة، لأحكي الوقائع كما عشتها عن قرب، إلى جانب زملائي الأساتذة، ودون تأويل، مساهمة مني في توضيح بعض الأمور للرأي العام، الذي تتساقط عليه المعلومات من كل حذب وصوب، بواسطة شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يصعب عليه الفصل بين الحقيقة والمتخيل”.
وركز الأستاذ الجامعي الحديث عن يومي 18 و19 ماي 2018، وهي آخر أيام امتحانات شعبة الدراسات الأمازيغية، التي بدأت قبل أيام.
وقال “حوالي الساعة الـ 10 صباحا من يوم 18اتصل بي بعض طلبة الشعبة في جو من الرعب، والخوف، يشتكون من وجود عناصر (صحراوية) تتربص بهم في الساحة، وتستفزهم، للحيلولة دون اجتياز الامتحانات. في نفس السياق، وقبل بداية امتحان المادة الثانية المبرمجة صبيحة يوم 18 ماي، جاءت بعض العناصر (يصعب تحديد هويتها) تحوم حول القاعتين 1 و2 دون الدخول للقاعة، وقاموا باستفزاز بعض الطلبة، لكن حضور مسؤولي الكلية، وبقائهم قرب القاعات لمدة طويلة، ساهم في مغادرة هذه العناصر للمكان، وتلطيف الأجواء وتوفير ظروف الامتحان الذي مر نسبيا بسلام. ليلة نفس اليوم ستنتشر أخبار بين الطلبة بإمكانية وقوع مواجهات عنيفة في اليوم الموالي، مما جعل الرعب ينتشر بينهم، ويتساءلون إن كانوا سيجتازون الامتحان في اليوم الموالي أم لا”.
وتابع سرد الوقائع، مشيرا إلى أن “الطلبة الذين تمكنوا من الحضور صبيحة يوم 19، دخلوا للقاعتين 1 و2، ابتداء من الساعة 30.8 لاجتياز مادتي شخصيا”. موضحا أن “الأجواء كانت مشحونة بسبب إحساس الجميع بتوتر الوضع، وكان الترقب هو السائد. وزعت الأوراق كالعادة، وبدأ الطلبة في الاجابة على السؤال المطروح، تحت ضغط الخوف مما سيقع بل هناك من الطالبات من بكين من شدة الخوف”. وتابع أنه “بعد مضي نصف ساعة، أي الساعة التاسعة، بدأ الصياح يعلو في الساحة، بقي الطلبة في قاعاتهم لإتمام الامتحان، وفي الساحة أصبح الكل يركض في كل الاتجاهات، خاصة في اتجاه الباب الرئيسي للكلية، وبدأ التراشق بالحجارة بين أشخاص، أغلبهم ملتم، ويصعب تحديد هويتهم، كما ظهرت الأسلحة البيضاء، والهراوات، واستمر الصراع قرابة الساعة، في الممرات الداخلية للكلية، وأمام الباب الرئيسي، وبقي الأساتذة في قاعاتهم يسعون لتوفير الظروف المواتية لاجتياز الامتحان، ويتناوبون على الحراسة لمتابعة الأوضاع عن بعد”.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن “الامتحان الأول انتهى، على الساعة 10 صباحا، وأخبر الطلبة بتأجيل اجتياز المادتين المتبقيتين لوقت لاحق. تفرق الجميع لأن الوضع كان هادئا نسبيا في كلية الآداب على الساعة 10”.
وخلص إلى أنه “أورد هذه التفاصيل، كما عاشها أساتذة شعبة الدراسات الأمازيغية، الحاضرين لتوفير ظروف الامتحان، الى حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم 19، لكي تتضح الرؤية كما عشنا الوضع خلال يومين. بعد ذلك، بدأت الأخبار تصلنا تباعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
وجدد ادانته للعنف وتأكيده على أن الجامعة يجب أن تكون للتحصيل العلمي والتكوين المعرفي، كما سجل تضامنه مع طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية، الذين مورست عليهم استفزازات، وفرض عليهم اجتياز الامتحان في الظروف التي شرحتها أعلاه.