شارك عشرات الآلاف من المغاربة، اليوم الأحد، في المسيرة الشعبية التضامنية بمناسبة ذكرى النكبة الـ70 لفلسطين، بالدار البيضاء، بحضور رمزي لكل أطياف المشهد السياسي المغربي، وقوي للجماعات الإسلامية، خاصة العدل والإحسان، التي قاد أعضاؤها المسيرة، وأطروها، بل وسيطروا على شعاراتها، التي كانت، بمعية الأناشيد، التي رددت مائة في المائة، شعارات وأناشيد الحركات الإسلامية والصوفية.
وكان شباب وشابات الجماعة، التي سخرت جميع الإمكانيات المادية، واللوجيستيكية، والبشرية، والتنظيمية لإنجاح المسيرة، فخورين بنجاح المسيرة، على الأقل عدديا بمقارنة مع مسيرة الرباط، التي اعتبروها فاشلة، حيث التقط “إحاطة”، على هامش المسيرة تعليقات ساخرة، حول فشل أحزاب برمتها، بما فيها أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي، في إنجاح مسيرة شعبية من هذا الحجم.
وكانت هذه المسيرة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي دعت إليها، شكليا، أحزاب وهيئات وطنية، وفعليا، العدل والإحسان، تنديدا بقتل الشعب الفلسطيني الأعزل، وأيضا، بالقرار الأمريكي القاضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ما يعني اعترافا بها كعاصمة لإسرائيل.
وردد المتظاهرون في هذه المسيرة، التي انطلقت من ساحة النصر لتجوب شارعي للايقوت وباريس، قبل أن تحط الرحال في مقتطع الحسن الثاني والراشدي، شعارات، ذات نفحة إسلامية، تدعو إلى نصرة المسجد الأقصى ودعم صمود الفلسطينيين.
وطالب المتظاهرون رجالا ونساء، وأطفالا، الذين تزينوا بالكوفية الفلسطينية، وحملوا العلمين الفلسطيني والمغربي، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وكان الائتلاف المغربي للتضامن دعا إلى هذه المسيرة، بمناسبة “ذكرى النكبة 70 لفلسطين، واحتجاجا على نقل سفارة أميركا للقدس، وتضامنا مع مسيرة العودة الكبرى، التي راح ضحيتها أكثر من 60 شهيدا، والمئات من الجرحى والمعطوبين”، حسب بيان الائتلاف.
ويتشكل الائتلاف المغربي للتضامن من أربع هيئات سياسية، هي الاتحاد الاشتراكي، وحزب الاستقلال، وجماعة العدل والإحسان، والحركة من أجل الأمة، إضافة إلى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) فرع المغرب.
وانضم الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، إلى الدعوة إلى الحضور القوي والفعال في المسيرة، ويكون هذا الأخير من 11 هيأة، هي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المقربة من النهج الديمقراطي، وفدرالية اليسار الديمقراطي، والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، الذراع الحقوقي لجزب الاستقلال، وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات- فرع المغرب (BDS)، والهيأة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المقربة من العدل والإحسان، الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، والشبكة الديمقراطية لدعم الشعوب، والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، الائتلاف المغربي للتضامن، الذي دعا بدوره إلى تنظيم المسيرة، والفدرالية المغربية لحقوق الإنسان، ولجنة التضامن مع فلسطين.
ومن جهتهما أعلنت كل من حركة التوحيد والإصلاح، وحزب العدالة والتنمية، عن مشاركتهما في مسيرة الأحد، دعما لصمود القدس والشعب الفلسطيني ودعم نضاله من أجل استعادة أرضه في مواجهة كيان الاحتلال الصهيوني.
ودعت الأمانة العامة للعدالة والتنمية أعضاء الحزب والمتعاطفين معه، وعموم الشعب المغربي إلى المشاركة المكثفة في الفعاليات التي ستشهدها مختلف المناطق، خلال الأيام القادمة، ودعت، أيضا، إلى التعبئة المكثفة لإنجاح المسيرة الداعمة لفلسطين التي ستنظم يوم الأحد المقبل 20 ماي بمدينة الدار البيضاء.
من جهته، أصدر المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بلاغا، عبر من خلاله، عن “الانشغال التطورات الأخيرة والخطيرة بالأراضي الفلسطينية، التي تزيد من توسيع رقعة الغضب والسخط، بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية نقل سفارتها الى القدس، وما تلاها من تقتيل أبناء الشعب الفلسطيني”، ودعا، “انطلاقا من مبادئه الثابتة في التعاطي مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية”، المغاربة عامة و البيضاويين خاصة، وكل الاتحاديات والاتحاديين، الى “المشاركة المكثفة في المسيرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي دعا لها الائتلاف المغربي للتضامن”، مشيرا إلى أن “مشاركتنا الجماعية في هذه المسيرة تأكيد لدعمنا للشعب الفلسطيني و رفضنا للقرار اللاشرعي للإدارة الأمريكية”.
حزب الاتحاد الدستوري، بدوره، دعا إلى المشاركة المكثفة في المسيرة الشعبية نصرة لفلسطين”، وقال، بلاغ للجزب، “تأكيدا لحرص حزب الاتحاد الدستوري في الدفاع الدائم عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، وبمناسبة الذكرى 70 لنكبة فلسطين، وانخراطا منه في فعاليات مسيرة العودة الكبرى، يدعو الحزب كافة مناضلاته ومناضليه ومتعاطفيه إلى التعبئة والمشاركة المكثفة في المسيرة الداعمة لصمود الفلسطينيين”.
والأمر نفسه بالنسبة للتجمع الوطني للأحرار، وحزب الأصالة والمعاصرة، لكن حضور الجميع كان شكليا، وباهتا، باستثناء الحضور القوي للعدل والإحسان.