كشف مصدر مطلع أن البيان الناري لهيئة المحامين بالدار البيضاء، والذي أدان تصرفات محامين من دفاع المطالبين بالحق المدني والمتهم في قضية توفيق بوعشرين، مالك يومية أخبار اليوم، واليوم 24، وسلطانة، والذي يتابع بتهم الاغتصاب، والاتجار في البشر، جاءت بعد محاولات عدة للحد من الخرجات الإعلامية المسيئة للمهنة، وإخلالهما بالسير العادي للجلسات، والتي بلغت إلى أن “داسوا بأقدامهم على بذلة المحاماة، وهي بذلة الرمز، حينما يتراشقون في ما بينهم، بألفاظ بذيئة، وإيماءات حقيرة تتنافى وضوابط المهنة، بل مع أبسط قواعد الأدب والأخلاق”. و”استعملوا ألفاظا مخلة بالحياء”، على حد تعبير بيان الهيئة.
وأشار المصدر إلى أن بيان رئيس الهيئة ليس الأول من نوعه، بل سبق لرئيس غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف، بوشعيب فارح، بعد أن ضاقت هيئة المحكمة من تصرفات الدفاع، خاصة دفاع المتهم، وعلى الخصوص النقيب محمد زيان، والإدريسي، أن راسل الرئيس الأول لدى محكمة الاستئناف، يوضح من خلالها إخلال المحاميين المشار إليهما، على الدوام، بالسير العادي للجلسات.
وأحال بوشعيب فارح، رئيس غرفة الجنايات الابتدائية، مرفقا مع الرسالة، التي حصل “إحاطة” على نسخة منها، محاضر الجلسات المنعقدة في ثامن، و15 مارس، وخامس أبريل الماضيين، موضوع الملف 357/2640/2018، المتابع فيه توفيق بوعشرين، والمتضمنة لـ”بعض التصرفات الصادرة عن المحامين، النقيب محمد زيان، وعبد الصمد الإدريسي، والتي تشكل إخلالا بالسير العادي للجلسات”.
وأحال رئيس غرفة الجنايات الابتدائية الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف على صفحات بعينها، من تلك المحاضر تبرز الخروقات المسجلة في حق المحاميين.
وكان حسن بيرواين، نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء، استشاط غضبا من تصرفات بعض المحامين في ملف توفيق بوعشرين، الذين “استعملوا ألفاظا مخلة بالحياء”، ولم يعودوا يستحضرون أن أوامر النقيب أمر يجب الامتثال لها دون التهرب تحت ذريعة عدم خضوعه لسلطة النقيب بهيئة الدار البيضاء”.
ولم يفت حسن بيرواين، في بيان صادر علة الهيئة، وصف بـ”الهام”، التعبير عن أسفه من “تصريحات مخلة، يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان”، صادرة عن محامين وصفهم بـ”الحاملين لألقاب مهنية مشرفة، وكان من المفروض أن يكونوا قدوة للآخرين”، لكن، يتابع متأسفا أن “العكس هو الذي حدث إذ أججوا مسار الملف بتصريحات مخجلة يندى لها الجبين، وتقشعر لها الأبدان”.
وأعلن النقيب بيرواين، “رفضه التام، وبكل قوة، أي تجاوز للمؤسسات، وأي خرق للقانون أو أي مساس كيفما كان نوعه او طبيعته بمقومات المهنة وثوابتها، التي تجسدها أعرافنا وتقاليدنا، وتكرسها أدبيات المهنة وأخلاقياتها”.
وأكد النقيب أن “المحامين بهيئة الدار البيضاء يدينون هذه التصرفات المسعورة والمجنونة، التي لم يسبق لمهنة المحامين أن عرفت مثلها ولا أن سمع الرأي العام بشبيه لها”، داعا النقيب بيرواين جميع المحامين إلى الاحترام الواجب اتجاه زملائهم وموكليهم والمؤسسات القضائية، وايضا اتجاه الرأي العام الذي عبر بدوره عن استيائه الكبير لما يسمعه او يشاهده او يقرأه من استعمال ألفاظ مخلة بالحياء، وإيماءات تخدش الأخلاق.
ودعا في الأخير رئيس جمعية هيئة المحامين بالمغرب أن يشاطر هيئة الدار البيضاء في تحمل الجمعية مسؤوليتها، من خلال مكاتبة نقباء الهيئات المعنية لتتحمل مسؤوليتها، هي الأخرى، أمام كافة محامي المملكة وأمام المهنة، وأمام التاريخ.
جدير بالإشارة إلى أن هذا البلاغ ، جاء على خلفية تصريحات ذات إيحاءات جنسية، للنقيب محمد زيان، عضو هيئة دفاع توفيق بوعشرين، محاولا إنكار، خلال تصريحات صحفية متتالية، وجود فيديوهات تتعلق بموكله، بأوصاف جنسية، مثل أن مؤخرة الشخص الذي ظهر في الفيديو الذي عرض على المحكمة وهو يمارس الجنس مع أخرى، تزن طنا ونصف، وهي تختلف عن مؤخرة بوعشرين، ناهيك عن وصف جسد مشتكيات ظهرن في تلك الفيديوهات المعروضة على المحكمة.