تسلمت الكاتبة والصحفية المغربية، سعاد المخنث، أمس الاحد، بفرانكفورت (غرب)، الجائزة الأدبية لمؤسسة لودفيغ بورنه.
وبهذا التتويج، تعتبر سعاد المخنث، التي تعمل مراسلة دولية لـ”واشنطن بوست”، أول سيدة عربية ومسلمة تحرز على هذه الجائزة المرموقة في نسختها الخامسة والعشرين.
وخلال حفل تسليم الجائزة، الذي أقيم تحت رئاسة عمدة مدينة فرانكفورت، بيتر فيلدمان، ورئيس مؤسسة لودفيغ بورن، مكايل أ. غوثيلف، بحضور القنصل العام للمغرب بفرانكفورت، محمد أشكالو، نوه المتدخلون بالمسار المهني للصحافية المغربية المعروفة بكفاءتها وجديتها وشجاعتها في البحث عن الحقيقة.
وفي هذا السياق، أشادت رئيسة لجنة التحكيم، والصحفية التلفزيونية الشهيرة مايبريت النر، بعمل سعاد المخنث كصحفية في الميدان، حيث أنجزت روبورتاجات في عدد من البلدان كالعراق، وأفغانستان، والجزائر، وليبيا، وككاتبة تستلهم من تحقيقاتها في الاوساط المتطرفة.
من جانبه، أعرب عمدة فرانكفورت عن “اعتزازه لكون هذه الجائزة منحت لفتاة نموذجية في مدينة فرانكفورت تجسد، من خلال هويتها التعددية، التنوع المتعدد الثقافات الذي يميز هذه المدينة الالمانية”.
وفي كلمة بهذه المناسبة، شددت سعاد المخنث، المولودة من أم تركية وأب مغربي سنة 1978 بفرانكفورت، على دور بلدها الاصلي، المغرب، الذي تعتز بالانتماء اليه، في تكريس قيم التسامح والسلام عبر التاريخ.
وتحت تصفيق الحضور الذي كان مشدوها بمسارها الاستثنائي، خلصت الصحافية المغربية إلى أن “أولئك الذين لا يعرفون قصة الآخرين، أو لا يريدون أن يعرفوها، لن يعرفوا أو يفهموا سلوك الآخرين، ولن يمدوا جسور الانسانية”.
وذكرت، في هذا الصدد، ببعض العبر المستخلصة من أجدادها الذين رسخوا لديها حقائق “لم تدون بالضرورة في كتب التاريخ”، وكمثال على ذلك “الكفاح المشترك للمسلمين واليهود المغاربة ضد الاستعمار”.
وكانت سعاد المخنث قد حصلت العام الماضي على جائزة دانيال بيرل 2017 للشجاعة والنزاهة في الإعلام، والتي تمنحها جمعية صحفيي شيكاغو.
وفضلا عن عملها بواشنطن بوست، أنجزت سعاد المخنث، روبورتاجات لفائدة صحيفتي “نيويورك تايمز” و”دير شبيغل” ومنابر إعلامية مرموقة أخرى.
وعرفت سعاد المخنث، وهي خريجة مركز ويذرهيد للسياسة الدولية في جامعة هارفارد، وكلية جون للدراسات الدولية المعمقة ومركز جنيف للسياسة الامنية، بانجازاتها الصحافية حول الإرهاب وخاصة من خلال كتابها “لقد قيل لي أن آتي لوحدي: رحلتي خلف خطوط الجهاد”.
ومن بين أعمال المخنث المتميزة، تحقيقها الدقيق الذي مكن من الكشف عن هوية “الجهادي جون” الجلاد الذي كان يتباهى أمام عدسات الكاميرا بتنفيذ عمليات القتل الهمجي لأشخاص ذنبهم الوحيد أنهم لا يشاطرونه رؤيته للعالم.
وقدمت المخنث في كتابها الأخير مساهمة تستلزم فتح نقاش عميق حول آفة الإرهاب، مع الحرص على طرح الأسئلة الحقيقية ووضع هذا النقاش في سياقه الصحيح ومحو الصور النمطية والمعالجات الاختزالية.