رزين أول محترف مغربي بدوري الأوروغواي

منذ سن العاشرة، يدفع الطموح بلاعب كرة القدم المغربي، المصطفي رزين ( 21 سنة) إلى اقتناص جميع الفرص ومراكمة مختلف التجارب التي يرى أنها ستساعده في بلوغ أهدافه وتحقيق أحلامه في اللعب يوما ما ضمن صفوف كبريات أندية كرة القدم العالمية.

ومن أجل هذا الحلم، تحمل رزين متاعب الاغتراب في أقاصي الأرض منذ سن مبكرة في إطار رحلة طويلة، بحثا عن تحقيق الذات، قادته من الفنيدق نحو مونتيفيديو مرورا ببكين، و هي الرحلة التي يبدو أنها ما زالت لم تنته بعد. وإذا كان اللاعب الشاب لا يخفي آماله في تمهيد الطريق أمام حلمه من خلال هذه التجارب الغنية، فإنه يعزو الانتقال من إحدى أكاديميات التدريب المحلية بشمال المملكة نحو آسيا وامريكا الجنوبية إلى الصدف وحدها. بدأ رزين، الذي ينحدر من الفنيدق، جهوده نحو بلوغ هذا المسعى بعد دعوة من خاله المقيم ببكين للانتقال إلى الصين التي ما ان استقر على أراضيها حتى انخرط في أحد أنديتها (جان نتيان وولف-الدرجة الرابعة) قبل سنوات لينتقل إلى ناد ثان بمكاو ينتمي إلى القسم الثاني (كازا دي برتغال).

وقبل أشهر، وتحديدا بعد نهاية إحدى مباريات الفريق الصيني في دجنبر الماضي، اقترح وكيل رياضي أوروغوياني تابع أداء رزين على أرضية الملعب الصيني على هذا الأخير الانضمام الى نادي خوفنتود دي لا سبييدراس (الدرجة الثانية)، الذي تأسس سنة 1935. وتمت بعدها الصفقة بين المحترف المغربي والنادي الأوروغوياتي ليطير على إثرها، بعد ظرف وجيز، من أقصى الأرض إلى أقصاها ويصبح بذلك أول محترف مغربي يمارس بالأوروغواي سعيا وراء مراكمة التجربة و الرفع من مستوى اللياقة البدنية ومختلف المقومات التي يتطلع أن تقوده يوما ما إلى أرضية أحد ملاعب أندية القسم الاول بالمغرب أو الخارج وهو في أوج عطائه.

ويحكي رزين، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن اندماجه في فريقه الأوروغوياني قبل نحو خمسة أشهر يتم بسلاسة لا تعيقها اللغة والغربة التي خبرها قبل سنوات ولا حتى اللعب ومتابعة التداريب في شهر رمضان.

وتوقف اللاعب الشاب في هذا الحديث عند شغف الأوروغويانيين، على غرار باقي شعوب أمريكا اللاتينية، بكرة القدم، وأداء اللاعبين المحليين العالي المستوى ومثابرتهم ومواظبتهم على الرفع من أدائهم على الرغم من البنيات التحتية المتواضعة، وفي هذا السياق، لم يفت المحترف المغربي الوحيد بالبلد الجنوب أمريكي دعوة زملائه الممارسين بالمغرب إلى استغلال البنيات التحتية الرياضية التي تزخر بها مختلف المدن المغربية من أجل تجويد أدائهم والرفع من مستوى البطولة الوطنية وأقسامها والمضي بها قدما نحو الأمام.

وبخصوص شهر رمضان الكريم، يقول رزين إنه اعتاد على تحمل صيام الشهر الفضيل في بيئة تغيب عنها الأجواء الروحانية التي تعرفها الدول الاسلامية، في سبيل حلم ليس أمام الراغبين في تحقيقه متسع من الوقت قبل البلوغ اليه لأسباب متعلقة بمستوى الأداء والقوة البدنية.

وكشف الشاب المغربي أن وكيله يتدارس مختلف جوانب صفقة عرضها عليه أحد الأندية الاسبانية بالأندلس للانتقال الى اللعب في صفوفه وهي التجربة التي يقول إنه يراهن عليها ليقفز بعدها إلى أحد نوادي البطولة الاسبانية المعروفة على غرار لاعبين مغاربة نجحوا دون صعوبات في تسلق أقسام الدوري الاسباني حتى تمكنوا من الممارسة بالقسم الاول، وتحقيق حلم داعب مخيلته قبل سنوات طوال.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة