استغرب إدريس الكنبوري، البحث السياسي، ظهور ، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الشؤون العامة والحكامة، لحسن الداودي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، في فيديو يحتج مع عمال شركة سنطرال أمام البرلمان، ووصف الباحث السياسي هذا التصرف بـ”المهزلة بكل المقاييس”.
وقال الكنبوري، في تدوينة شخصية، كتبها في موقع التواصل الاجتماعي، أن “هذه سابقة في التاريخ السياسي المغربي، أن وزيرا في حكومة ـ ووزيرا من حزب إسلامي فوق ذلك ـ يحتج ضد المواطنين”. بل قال إن هذا السلوك، بمثابة “المسخ بعينه”، موضحا، في إطار الموضوع نفسه، مشيرا إلى انه “ليس له موقف سلبي من عمال الشركة ومن حقهم الاحتجاج”، قبل أن يتساءل “إنما الاحتجاج ضد من؟”.
واسترسل الباحث السياسي في طرح مجموع من الأسئلة، إذا كانت الليبرالية مبنية على الاختيار فمقاطعة سلع بعينها نوع من الاختيار، أن لا يقتني المواطن سلعة معينة اختيار بمنطق الاقتصاد الليبرالي.
وأشار إلى أن “الآن بات واضحا أن حزب العدالة والتنمية أكثر الأحزاب المغربية مخاصمة لمصالح المواطنين. حزب دوره الأول الهجوم على المواطن، هكذا فعل رئيس الحكومة السابق بنكيران حين كان يدافع عن الزيادة في أسعار المحروقات، وحين وقف في وجه الضريبة ضد الثروة، وحين رفع من ضرائب خدمات معينة في الإدارة العمومية”. موضحا أن “دور الحكومة ليس الاحتجاج، لأن الذي يحتج هو من لا يملك السلطة”. “يحتج من يريد مخاطبة السلطة لكي يصل صوته، لكنني أريد أن أعرف من يخاطب حزب العدالة والتنمية وهو يقود الحكومة؟ هل يخاطب بيدرو سانشيز؟”.
يذكر أن لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، ظهر في سابقة الأولى من نوعها، ظهر المكلف بالشؤون العامة والحكامة، ضمن مجموعة من عمال شركة “سنطرال دانون”، في وقفة احتجاجية أمام البرلمان، ما يطرح أكثر من علامة استفهام.
وتساءل مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تداولوا في ما بينهم فيديو يوثق لاحتجاج وزير ضد حكومة هو عضو فيها، عن أسباب احتجاج الداودي، خاصة أنه قيادي بالحزب الذي يقود الحكومة.
ومن بين الأسئلة المطروحة لمن يريد أن يوجه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الشؤون العامة والحكامة، رسالته – ميساج احتجاجه مع عمال شركة أجنبية، بل لا يقتصر فقط على الاحتجاج، بل توجيه الشعارات، حيث ظهر، في الفيديو المتداول، أنه يهمس في أذن المكلف بالتنسيق في رفع الشعارات، بشعار “هذا عار هذا عار الاقتصاد في خطر”، بعدما كان المحتجون يرفعون شعار ” هذا عار هذا عار الفلاح في خطر”.
وكان الداودي من أشد المناهضين لحملة مقاطعة منتوجات ثلاث شركات، حليب سنطرال، ومحروقات شركة إفريقيا، والماء المعدني سيدي علي، شركة والماس.
ولام المتتبعون انبطاح الداودي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أمام الشركات الكبرى، والدفاع عنها.