خرجت الكائنات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية عن صمتها، بعد تجرأ لحسن الداودي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، ومشاركته إلى جانب عمال شركة “سنطرال دانون”، ليلة أمس الثلاثاء، في وقفة احتجاجية، أمام البرلمان، رفعت فيها شعارات ضد حملة المقاطعة، التي يشنها مجموعة من المواطنين ضد ثلاث مواد لثلاث شركات، مادة الحليب لشركة سنطرال دانون، والمحروقات التي توزعها شركة إفريقيا، والماء المعدني سيدي علي، لشركة والماس.
وطالب قياديون بحزب العدالة والتنمية الداودي، الذي سبق أن شغل، أيضا، منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر منذ 3 يناير 2012 في حكومة بن كيران، بـ”الاستقالة”، من منصبه كوزير منتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة.
وتأتي الحملة التي شنها قياديون من حزب العدالة والتنمية، ضد عضو الأمانة العامة للحزب، لحسن الداودي، ليس مبدأ أو موقفا تضامنيا مع حملة المقاطعة، وإنما خوفا من تأثير موقف الداودي، بالدفاع عن شركة سنطرال، على مواقعهم الانتخابية، ومن تصويت عقابي في الاستحقاقات المقبلة.
وفي هذا الصدد كتب عبد الإله فراخ، عضو مجلس الجماعة الحضرية لمدينة الدار البيضاء، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، ونائب رئيس مقاطعة سيدي عثمان، تدوين يطالب فيها الداودي بالاستقالة، دون أن يحدد من أي مهمة، لكن الإشارة التي ختم بها تدوينته، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، باللغة الفرنسية، تحيل على الاستقالة من الوزارة.
وكتب فراخ “بعد الخرجات الإعلامية المتعددة للحسن الداودي، بصفته وزير منتدب لدى رئيس الحكومة مكلف بالشؤون العامة والحكامة، لم يستطع إقناع المواطنين المقاطعين، وعددهم يزداد يوما بعد يوما. وخروجه الاستفزازي للمقاطعين، اليوم، في الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان داعما لشركة سنطرال. أظن أن الاستقالة هي أحب إليه من البقاء في مواجهة المواطنين.
هذه هي الحكامة الجيدة
C est la Bonne gouvernance”.
ولم يقتصر فراخ على تدوينته، بل لدعم رأيه، وتزكيته، تقاسم تدوينة قيادي، أكبر منه تراتبية تنظيميا وحزبيا، نبيل شيخي، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، والتي تصب في الاتجاه نفسه.
وأشار شيخي، في تدوينة تحت عنوان “نقطة نظام قبل فوات الأوان..”، إلى أنه “من المفهوم أن تعبر الحكومة عن رأيها في قضية تشغل بال الرأي العام، وفق تقدير تتحمل مسؤوليته، وأن يصرح وزير أو مسؤول، في نفس القضية، بما يراه ويقتنع به، لكن أن يخرج وزير للاحتجاج مع عمال شركة يدافعون عن أوضاعهم، في مقابل رأي تبنته شريحة واسعة من المجتمع بخصوص موضوع المقاطعة، يعتبر هذا قمة العبث والاستهتار الذي يستوجب وقفة حقيقية..”.
ولم يكتفي شيخي بانتقاد خرجة الداودي، بل شكك في خلفيات الوقفة، والدريقة التي رتبت بها، حين كتب، في التدوينة نفسها، على حسابه، على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك “وفضلا عن الطريقة التي رتبت بها هذه الاحتجاجات التي بدأت ترشح مؤشراتها، فما هكذا يكون التعامل المسؤول مع المحطات الحرجة التي تمر بها الأوطان..”.