باكالوريا 2018.. زكرياء الأموي يتحدى ظروفا اجتماعية صعبة

يجتاز زكرياء الأموي، التلميذ بالسنة الثانية باكالوريا مسلك علوم الحياة والأرض، اليوم الأربعاء بدار الانطلاقة الجديدة بعين عتيق الامتحان الوطني برسم دورة يونيو 2018، متحديا الظروف الاجتماعية الصعبة التي تسببت في انقطاعه عن الدراسة. زكرياء، البالغ من العمر 18 سنة والذي تبنته الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، تم إدماجه في منظومة التربية والتكوين عن طريق برنامج التربية غير النظامية، الذي أطلقته وزارة التربية والوطنية، مما فتح له الطريق لمتابعة دراسته.

يعرب زكرياء، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن فرحته لوصوله لهذا المستوى بفضل برنامج الفرصة الثانية، مضيفا “تم إدماجي في برنامج التربية غير النظامية بعد انقطاعي عن الدراسة في سن مبكرة بسبب ظروف عائلية جد صعبة”.

من جانبه، أكد عبد الله جليل، منسق متطوع بدار الانطلاقة الجديدة التابعة للجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، في تصريح مماثل، أن هذا اليوم يشكل لحظة مهمة في مسار التلميذ زكرياء الذي يجتاز امتحان الباكالوريا بعد ظروف صعبة واجهها، مضيفا أن زكرياء الذي تبنته الجمعية سنة 2009 يستفيد من الإيواء والتكفل الكلي. وفي هذا الصدد، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، السيد محمد أضرضور، إن وزارة التربية الوطنية تولي أهمية بالغة للتمدرس في إطار الفرصة الثانية (التربية غير النظامية) حيث أن جهود الوزارة لا تقتصر فقط على إرجاع التلاميذ المنقطعين عن الدراسة فقط بل جهودها تنصب على مواكبة التلاميذ بالدعم اللازم وبالرعاية الضرورية حتى لا ينقطعوا من جديد، مشيرا إلى أن الاهتمام والرعاية مكنا من ضمان وصول هؤلاء التلاميذ إلى مرحلة الباكالوريا. وذكر السيد أضرضور، في تصريح للوكالة، أن العديد من التلاميذ استفادوا من هذا البرنامج، وتمكنوا من تدارك فترة الانقطاع واجتياز المرحلة الثانوية بنجاح، مبرزا أن الهدف الأساسي من هذه المواكبة يتمثل في تتبع هؤلاء التلاميذ أكثر فأكثر في الجامعة وفي الحياة العملية، لإنجاز تقويم شامل لمردودية التربية غير النظامية، حيث أن تقويم هذا السلك وتقويم الجهوذ الحكومية في هذا المجال رهين جدا بالبحث عن مآل هؤلاء التلاميذ وعن كيفية اندماجهم من جديد.

وتعد التربية غير النظامية، التي انطلقت سنة 1998 كمدرسة الفرصة الثانية، بمثابة برنامج علاجي، أي عرض تربوي استدراكي مكمل للمدرسة النظامية، يستهدف الأطفال واليافعين الذين ينقطعون عن المسار التعليمي أو التكويني لسبب من الأسباب، من أجل توفير تعليم لهم حسب ثلاثة مستويات، ثم إدماجهم في التعليم النظامي أو التكوين المهني أو مساعدتهم على التكيف مع محيطهم الاجتماعي والحياة العملية.

وتعتبر جمعيات المجتمع المدني المنفذ الرئيسي لبرامج مدرسة الفرصة الثانية والمواكبة التربوية، وفق مقاربة الشراكة التعاقدية، وتستفيد من دعم مادي يغطي أساسا تعويضات المنشطين (1200 درهم عن كل مستفيد سنويا).

يذكر أن عدد المترشحين والمترشحات الرسميين الذين سيجتازون امتحانات نيل شهادة الباكالوريا برسم دورة يونيو 2018 على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة بلغ ما مجموعه 116 ألف و901 مترشحا ومترشحة من بينهم 58 ألف و537 مترشحا ومترشحة سيجتازون الامتحان الوطني، و44 ألف و914 سيجتازون الامتحان الجهوي بالإضافة إلى13 ألف و 450 مترشحا حرا.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة