قرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء (عين السبع)، أمس الخميس، متابعة المتهمين الثلاثة، في شبكة تزوير مئات الأكنان من الكتب من مختلف المجالات، في حالة اعتقال، بمعية زعيم الشبكة، وهو مصري الجنسية.
وقضى المتهمون الأربعة ليلة العيد في السجن المحلي عين السبع 1 (عكاشة)، حيث نقلوا مباشرة إليه من المحكمة الابتدائية، بعد الاستماع إليهم من طرف النيابة العامة.
وكانت النيابة العامة أمرت، الثلاثاء الماضي، بوضع ثلاث متهمين في القضية التي تفجرت، قبل أيام، على إثر مداهمة الشرطة لمكتبات ومستودعات، بسلا والبرنوصي بالدار البيضاء، رهن الحراسة النظرية، واستدعاء المصري للاستماع إليه.
يذكر أن الجمعية المغربية للناشرين، بتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة الحسن الثاني (شعبة مهن الكتاب)، وبمشاركة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، والمكتب المغربي لحقوق المؤلفين، سبق أن نظمت ندوة تحت شعار “جميعا من أجل صيانة حقوق المؤلف”، بالخزانة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني (قاعة عبد الهادي بوطالب)، يوم الثلاثاء 13 فبراير 2018، من أجل تسليط الضوء على ظاهرة قرصنة وتزوير المصنفات المكتوبة، والتحسيس بخطورة ظاهرة السرقات الأدبية والفكرية، وانعكاساتها السلبية على حقوق التأليف والنشر.
وعملت الندوة، التي حضر أشغالها “إحاطة”، على فضح ممارسات تزوير واستنساخ المؤلفات والمس بحقوق الملكية الفكرية، مع التذكير بالنصوص القانونية المنظمة والعمل لأجل تفعيل الاجراءات الردعية والضوابط الزجرية.
وكانت الندوة مناسبة للتواصل مع مختلف المتدخلين في مجال التأليف، وربط جسور النقاش في الموضوع، وخلق أرضية للشراكة لمكافحة الظواهر الشاذة المسيئة لمجالي التأليف و النشر.
ومنذ انعقاد الندوة، التي انبثقت عنها خلية للتنسيق للحد من الظاهرة، تكتفت الجهود، بين الفاعلين، من أجل القضاء على الظاهرة، توجت بسقوط أول شبكة لقرصنة وتقليد الكتب بالمغرب، بعد أن داهمت الشرطة مستودعات الشبكة، وحجز لآلاف الأطنان من نسخ الكتب المزورة، التي كانت ستروج في الأسواق المغربية، انتهت، بعد التحري والبحث، إلى إحالة المتهمين على العدالة، واعتقال، الأربعاء، المتهم الرئيسي في هذه القضية وهو مصري ستيني.
وأحيل المتهم الرئيسي المصري، المقيم في المغرب، على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، يومان بعد وضع ثلاث متهمين آخرين، رهن الحراسة النظرية، لتعميق البحث معهم، قبل متابعة الجميع في حالة اعتقال.
وتستهدف عملية قرصنة وتقليد الكتب، مؤلفات شهيرة، ومن جميع الأصناف، الأدبية، خاصة الروايات والمجموعات القصصية، والعلمية، المطلوبة في الأسواق المغربية، حيث يجري إدخالها إلى المغرب بالتزامن مع المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، على أساس العرض، قبل أن تغير وجهتها إلى المخازن السرية.
وكانت المصالح الأمنية، كما سبق أن أشار “إحاطة“، داهمت مكتبات، ومستودعات، لبيع وترويج وتخزين آلاف الأطنان من نسخ الكتب المقرصنة، في كل من سلا، والبرنوصي بالدار البيضاء، وتوقيف المكتبيين والموزعين، ضبطوا في عين المكان، أطلق سراحهم بعد الاستماع إلى أقوالهم، وتحرير محاضر رسمية في الموضوع، قبل تقديمهم، هذا الأسبوع أمام أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، الذي قرر وضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية، في بداية الأمر، الثلاثاء، ومتابعتهم في حالة اعتقال، وإيداعهم سجن عكاشة، الخميس.