أنهت قيادة حزب العدالة والتنمية “البيجيد”، أمس الأحد، حوارها الوطني الأول بقيادة الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، وسط تناسل أسئلة حول إمكانية المبادرة في إنجاح مهمة إعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب الذي تعرض لهزة عنيفة، منذ إعفاء أمينه العام السابق، عبد الإله ابن كيران، من مهمة تشكيل النسخة الثانية من حكومته، في مارس 2017، وإحالته على التقاعد السياسي، والمخاض العسير الذي عرفه تشكيل الحكومة الحالية.
وأحدث إعفاء ابن كيران شرخا داخل حزب العدالة والتنمية، سمته انقسام داخلي وانشطار الحزب إلى تيارين، الأول مؤيد لا بن كيران، وداعم لعودته إلى المشهد السياسي، والثاني يدعم سعد الدين العثماني.
وأدى الشرخ إلى التراشق الكلامي بين التيارين اتسم بالحدة، إلى درجة تبادل خلالها الطرفان التهم.
ورغم التفاؤل الذي أبداه العثماني بالنسبة إلى نحاج مسلسل الحوار الداخلي للحزب، وإمكانية إسهامه في رأب صدع الخلافات الداخلية، إلا أن العديد من الملاحظين يتوقعون استمرار الشرخ الداخلي للحزب، بالنظر إلى قوته ، رغم أن العثماني دعا خلال الجولة الأولى من الحوار إلى تجاوز الخلافات الداخلية للحزب وفتح صفحة جديدة في تاريخ التنظيم تنبني على إعادة الوحدة والتماسك إليه.
وأكد سعد الدين العثماني، خلال الندوة الأولى، التي انعقدت بالخميسات، “أن إمكانات الإصلاح موجودة، وهذا ما يجعلنا متفائلين ونتطلع نحو المستقبل”. ودعا إلى التفاعل مع كل وجهات النظر وتقريبها، حتى “نتمكن من الوصول إلى قراءة جماعية مشتركة”.