نظمت لجنة المناصفة والتنوع، مساء أمس الخميس، ندوة حول “احترام صورة المرأة في الإشهار، مسؤولية الجميع”، في إطار سلسلة مناظرات الخميس التي تنظم بمقر القناة الثانية 2m.
وأجمع المشاركون في الندوة على مسؤولية المؤسسات الإعلامية والإعلانية في تكريس صورة نمطية عن المرأة أصبحت لصيقة بها في التمثلات الشعبية، دون اغفال دور المؤسسات التعليمية، في تكريس نفس الصورة “الجامدة”.
وقالت ربيعة الناصري، الفاعلة في مجال حقوق الإنسان، إن “هناك اجماعا على الصورة النمطية التي تشيع بين الناس، فحتى إن تغيرت القوانين، فتلك النظرة العتيقة صعب تغييرها، إلا إذا تظافرت جهود كل الفاعلين في تغييرها”. مضيفة، أن المرأة “هي الناقل الأساسي لهذا التمثل الشعبي لأولادها وأحفادها، ولهذا، يجب على النساء البدء من أنفسهن أولا، ليكون هذا الورش إيجابيا وفعالا”.
وفي السياق ذاته أكدت مارية أيت محمد، رئيسة اتحاد وكالات الاستشارة في التواصل، أن الإشهار يشترط فيه، كعمل ابداعي، الالتزام بالقيم والمبادئ الرفيعة، مشيرة إلى أن الربح وبيع المنتج ليس بالضرورة عبر عرض المرأة كسعلة أو اكسسوار مرفق، منوهة في الوقت نفسه بالتجربة الناجحة لشركات عالمية، اتخذت على عاتقها تغيير النظرة العامة السلبية عن المرأة على القنوات التلفزية، والتي جنت من خلالها أضعاف الأرباح التي كانت تحصدها قبل خوض تلك التجربة الخلاقة.
ومن جانبها، شددت لطيفة طياح، مديرة الدراسات والتطوير بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، على أن تقديم النساء في الصورة التي تليق بهن داخل المجتمع المغربي، بعيدا عن الاحكام الحاطة من كرامتهن، لا بد من العمل على توسيع دائرة الوعي الجماعي، لأن النصوص القانونية تبقى غير كافية لوحدها لتأمين الشروط الكفيلة بتحقيق المراد من هذه الوصلات الإشهارية.
وأشار رضا الطالب، المدير العام لأوفيسيوم officium، إلى أن الانترنت يعتبر وسيلة رقابية قوية ساهمت بشكل أساس في تغيير صورة المرأة إعلاميا، في السنوات الأخيرة، لانتقال “السلطة” من العلامات التجارية إلى يد المستهلك، مضيفا، أنه تم تسجيل تغيير ملحوظ على مستوى محتوى بعض المواد الاعلانية المعروضة لشركات كبرى على القنوات والمنصات الإعلامية، وأصبح المرأة تظهر فيها بصورة لا تخدش مكانتها وتراعي دورها ومكانتها داخل المجتمع.