اتسعت دائرة تبييض الأموال لتشمل شبكة متخصصة في التبييض باللوحات والتحف الفنية تنشط بين أوروبا والمغرب، تستغل هذا النوع من المصنفات في عمليات غسيل أموال عابرة للقارات، استوردت في إطار شركات وتحت مسمى أفراد ذاتيين، هذا النوع من المقتنيات الثمينة بمبالغ مالية ضخمة، قبل إعادة بيعها في إطار مزادات علنية وصفقات مباشرة لزبناء مغاربة وأجانب، أغلبهم أفارقة.
وكشفت مصادر مطلعة، اعتماد أفراد الشبكة، الذين تم التوصل بهوياتهم من قبل مصالح رقابة مالية وأمنية في دول أوروبية ترتبط مع المغرب باتفاقيات تبادل المعلومات، تحديدا من فرنسا وبلجيكا وهولندا، موضحة أن عمليات تمرير اللوحات عبر المنافذ الحدودية تعددت خلال السنوات الأخيرة، إذ استغلت هذه الشبكة، وفق تقارير مخابرات أوروبية، ضعف تكوين المراقبين على الحدود في تقييم المصنفات، وأفادت ذات المصادر أن التحقيقات الجارية حاليا، انصبت على أسماء دور مزادات علنية، متمركزة في طنجة والبيضاء والرباط ومراكش، وأشخاص معروفين بجمع الأعمال الفنية “ليكوليكسيون”، مؤكدة أن مراجعة عدد من التصريحات الجمركية، أكدت الإدلاء بمعلومات مغلوطة حول لوحات تم استيرادها على أساس أنها قطع أثاث وديكور منزلي.
وأكدت المصادر ذاتها توصل المحققين المغاربة بتقارير من مصالح رقابية شريكة في أوروبا، ومن الشرطة الدولية “الأنتربول”، حول استغلال اللوحات والتحف الفنية فى عمليات تبييض أموال بمبالغ ضخمة، عابرة للقارات، منبهة إلى أن “بورصة” صغيرة ما فتئت تنشأ في منطقة غرب إفريقيا، توفر مجالا لغسيل أموال متحصل عليها من الاتجار الدولي بالمخدرات، واستثمارها في مشاريع عقارية وتوظيفها في صناديق استثمارية دولية، وكذا تمويل جماعات إرهابية، وفق ما نشرته جريدة “الصباح” في عددها ليوم غد الأربعاء.