شاركت مجموعة من الفاعلين الإعلاميين والاقتصاديين المغاربة، يوم الخميس، في ندوة خصصت للاستثمار في إفريقيا وخصوصياته بالعاصمة، الأمريكية واشنطن.
اللقاء عرف مشاركة الشبكة المغربية الأمريكية في شخص رئيسها محمد الحجام ومسؤول العلاقات العامة حمزة الأنفاسي، بالإضافة إلى ممثل البنك الشعبي المركزي كمال لغزيوي.
الندوة تدخل في إطار اللقاء السنوي للغرفة التجارية للأمريكيين من أصول إفريقية، وركزت على سبل دعم الاستثمار في القارة الإفريقية، حيث صرح محمد الحجام بأن هناك فرص كبيرة للاستفادة من التجربة الأمريكية في جلب الاستثمار لإفريقيا عموما والمغرب خصوصا. كما أكد على أن المغرب خطا خطوات جدية في توفير كل التسهيلات من أجل جذب الرأسمال الأجنبي.
من جانبه قدم كمال لغزيوي عن البنك الشعبي عرضا يشرح من خلاله استراتيجية المملكة في إفريقيا استجابة للإرادة الملكية، خصوصا بعد الجولات الإفريقية المثمرة التي قام بها الملك محمد السادس في كل ربوع إفريقيا. بلغة الأرقام، أكد كمال أن البنك الشعبي المركزي متواجد في أكثر من عشر دول أغلبها في غرب إفريقيا وينوي دخول أسواق إفريقية أخرى في المستقبل.
وفي حديثه عن مجموعة البنك الشعبي المركزي أوضح مدير المؤسسة في واشنطن أن المجموعة التي ينتمي اليها تعتبر واحدة من أهم البنوك المغربية في السوق القارية وتحتل المرتبة السادسة قاريا حيث تتواجد في ما لا يقل عن 12 بلدا أفريقيا مع تغطية شاملة لغرب افريقيا
وفيما يتعلق باستراتيجية مجموعة البنك الشعبي في القارة أكد كمال لغزيوي على أن المؤسسة تعمل على توسيع شراكاتها مع البلدان الإفريقية الأخرى. في هذا الإطار وقعت المجموعة اتفاقيتين في رواندا بين محمد بنشعبون، رئيس مجموعة البنك الشعبي المركزي، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي في هاته الدولة، وفي هذا الإطار أشار المسؤول البنكي الى أن المجازر البشعة والتي حدثت في 1994، والتي أودت بحياة قرابة مليون شخص لم تمنع هذا البلد الإفريقي أن يصبح أول بلد في القارة من حيث جذب الاستثمارات الخارجية، وهو ما تنبهت له المؤسسة، لتوقع على اتفاقية إنشاء مؤسسة للقروض الصغرى في هذا البلد، من خلال شركة أميفا القابضة المتواجدة مسبقا في كوت ديفوار ومالي.
وتشمل الشراكة الثانية إطلاق صندوق استثماري في شرق إفريقيا بالاستثمارات في الأسهم في القطاعين الصناعي والمالي. وسيساهم هذا الصندوق، الذي أطلق عليه اسم “النمو الإفريقي المتبادل”، في دعم الشركات المغربية التي تنوي الاستثمار في رواندا، ومجموعات البلدان الأفريقية العاملة في المنطقة، والقطاع المالي في شرق أفريقيا والشركات الصغيرة والمتوسطة في رواندا.
أما في تنزانيا فقد أوضح كمال لغزيوي للحاضرين أن مجموعة البنك المركزي الشعبي والبنك الإفريقي للتنمية، وقعا خط ضمان بقيمة 100 مليون دولار مناصفة بين المؤسستين وذلك بغية لتعزيز التجارة الإقليمية والنشاط الاقتصادي. في الدول 54 الاعضاء في البنك الافريقي للتنمية.
وفي ما يتعلق بإثيوبيا أشار المتحدث ذاته الى أن مجموعة البنك الشعبي والبنك التجاري لإثيوبيا، أكبر بنك في إثيوبيا، وقعتا اتفاقية شراكة لدعم تنمية التجارة الخارجية بين البلدين كما، تم توقيع اتفاقيتين استراتيجيتين في مدغشقر. كان أول اتفاق لإنشاء مؤسسة القروض الصغرى.
وأشار المسؤول الأول عن المؤسسة البنكية في واشنطن إلى الزيارة الملكية المهمة إلى نيجيريا، والتي توجتهما مجموعة البنك الشعبي المركزي بعقدين مع شريكين رئيسيين. يهم الاتفاق الأول المبرم مع مؤسسة تمويل أفريقيا Africa Finance Corporation (AFC) بتمكين المؤسستين من التعاون سواء في مجالات التمويل والتمويل المشترك لمشاريع البنية التحتية في نيجيريا وغرب أفريقيا. أما بالنسبة للشراكة الثانية ، فقد تم توقيعها مع شركة Heirs Holdings. لتمكين المؤسستين من تحديد الاستثمارات ذات المنفعة المشتركة وفرص التمويل المشترك في أفريقيا بالإضافة إلى تبادل المعلومات.
اما في غانا، توصلت مجموعة البنك المركزي للشعب إلى اتفاق بشأن التجارة الخارجية وتقاسم المخاطر مع بنك كال في غانا. وأخيراً، في زامبيا، وقع البنك المركزي الشعبي مذكرة تفاهم مع البنك التجاري الوطني في زامبيا.
الندوة كانت مناسبة للاحتفاء بثلاثة شابات أمريكيات (15 إلى 16 سنة) اللواتي أنشأن منظمة مدنية تحت اسم “برمج لها” لتكوين الفتيات في البرمجة المعلوماتية. حيث صرحت منسقة البرنامج إليزابيث مايرز أن أول مبادرة للمنظمة ستقودها إلى مدينة القنيطرة المغربية، حيث ستقوم الشابات الأمريكيات بتكوين فتيات في نفس السن في مجال البرمجة المعلوماتية، وذلك للرفع من قدرات الفتيات واستقلاليتهن.
وقد أكد الحاضرون بأن الندوة استجابت لتطلعاتهم وأجابت عن تساؤلاتهم في ما يخص سبل الاستثمار في إفريقيا، كما أعرب البعض عن رغبتهم في زيارة المغرب والاستثمار فيه.