رغم حرارة فصل هذا الصيف، إلا أن حزب العدالة والتنمية اختار استراتيجيا التكثيف من أنشطته الميدانية، وذلك لسد فراغات الغياب التام لباقي الأحزاب الأخرى، التي يبدو أنها فضلت الاستجمام في حرارة غشت، متجاهلة خطاب العرش الأخير، الذي حث خلاله الملك محمد السادس على تفاعل الأحزاب مع انتظارات المغاربة، ودخ دماء جديدة في عروقها لتقديم نموذج حزبي يستجيب للمطالب.
واختارت شبيبة حزب العدالة والتنمية تنظيم ملتقاها الوطني الرابع عشر، حيث اختارت شعار “حماية الخيار الديموقراطي”. وذلك على الرغم من بعض الخلافات الخفية داخل حزب المصباح، بين صقوره المعارضة للتوجه الحكومي والقائدة لتحالف الحكومة، فقد تم تسجيل حضور جل القيادات الحزبية، على رأسهم عبد الاله بن كيران، الذي كانت تحوم حوله تخمينات تفيد إلى حد اليقين عدم حضوره الملتقي.
وبشكل مواز، نجحت حركة التوحيد والإصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، في مؤتمرها السادس، في تسويق أنشطتها، حيث تم تغطية برامجها إعلاميا بشكل مكثف، من بينها مصادقة الحركة على مشروع التوجه الاستراتيجي لمرحلة (2018 – 2022)، والتقريرين الأدبي والمالي، وتعديلات القانون الأساسي والنظام الداخلي. إلى جانب انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الأحد عشر، على رأسهم عبد الرحيم شيخي رئيسا للحركة لولاية ثانية، ليلة السبت المنصرم.
في المقابل لا أنشطة للأحزاب الأخرى التي غطت في نوم ثقيل في انتظار اقتراب الانتخابات المقبلة.. لتفتح من جديد دكاكينها وتعيد اسطوانتها المشروخة عن العزوف السياسي وابتعاد الشباب عن الانخراط الحزبي وغيرها من الترهات.