يحتفي حزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الاربعاء، بالذكرى العاشرة لتأسيسه، مستحضرا “للدواعي والمنطلقات التي حذت فاعلين من ذوي تجارب ومسارات مختلفة، إلى الالتقاء حول مشروع جماعي، وعرض سياسي هو اليوم تجربة حزب البام”.
وأكد الحزب، على أن العرض السياسي الذي قدمه، لم يكن إلا ممارسة لحق سياسي في تقديم جواب عن تحديات، بعضها متعلق بتوسيع المشاركة السياسية خاصة لدى الشباب والنساء، ولدى الطاقات السياسية والمدنية المنتمية إلى “المغرب العميق”، وبعضها متعلق بالمواجهة الشجاعة، بكل تكاليفها، للمخاطر السياسية المحدقة بقيم الحداثة والمجتمع الديمقراطي والتنوع المجتمعي والثقافي، وبعضها مرتبط بتحديات ضارية آتية من بيئة جهوية ودولية شديدة القساوة والتعقيد، وهي جميعها مخاطر فعلية لا يمكن إيهام أي كان بعدم وجودها.
وأفاد البام، أنه واجه بنجاحات متفاوتة، في ظرف عشر سنوات، تحديات التأسيس، والبقاء وتحدي توطيد تنظيمه، في بيئة صعبة وغير ملائمة، كما واجه العرض السياسي للحزب، بيئة غير متعودة -إن لم نقل معادية – لأسباب تاريخية وثقافية، على شروط التنافس السياسي العادي، وتعامل الحزب مع جميع هذه التحديات بنجاح أحيانا، وبقصور وإخفاق في حالات أخرى.
وشدد على أن مفتاح التجدد الدائم لعروض الحزب، عضوية وتنظيما وبرنامجا، هو نهج التعاقد، تلك الكلمة الأساس في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، مع المناضلات والمناضلين، ومع حاملي الانتدابات الانتخابية المختلفة باسم الحزب، ومع الشركاء السياسيين والمدنيين والاجتماعيين، ومع المواطنات والمواطنين حول عرض برنامجي واضح، يستثمر كل الأدوار الدستورية للأحزاب السياسية والسلط الدستورية التي تشارك الأحزاب في تشكيلها، ولا يتعداه أبدا إلى استغلال وتوظيف الرأسمال الرمزي المشترك بين كافة المغاربة.
وفي هذا السياق قال الحزب، إنه سيدشن في الأسابيع القليلة المقبلة، مسارا تشاركيا لبناء تحالفات واسعة بشأن الإجابات العملية التي يتعين علينا تقديمها بشأن القضايا الحقيقية للمواطنات والمواطنين، التي ما فتئ جلالة الملك، يشير إلى أهميتها الفائقة في خطبه ورسائله المتوالية.
وأضاف أنه سيمضي في مسار تشاركي داخلي، يستهدف تقوية تنظيمه، وتوسيع عرض العضوية، وتحيين عرضه البرنامجي على النحو المبين في وثيقة “خارطة الطريق” التي تقدم بها الأمين العام المنتخب، وفي المبادرات العملية العشرين التي قدمها الحزب مساهمة منه في التفاعل الفوري والعملي مع خطاب العرش ل 29 يوليوز 2018.
وفي هذا الصدد، دعا الحزب مناضلاته ومناضليه إلى المضي بثبات وعزم للمساهمة في الاضطلاع بأعباء دعم وتقوية الدولة الوطنية بوظائفها الاجتماعية، والقيام بأدوارنا الدستورية من أجل بناء وتوطيد مجتمع ديمقراطي مشدود إلى أفق الحداثة الواسع، مجتمع متنوع وتعددي واثق بقدرته على انتـزاع مكـانـة جديـرة بتاريخـه في عالم تتسارع فيه التحولات وتتعاظم فيه التحديات.