الباحث محمد بودن يقدم وصفة تجديد العمل السياسي بالمغرب

رأى محمد بودن، الباحث في القانون العام والعلوم السياسية، أن الخطاب الملكي تميز برؤية واضحة، بضرورة تجديد العمل السياسي، وضخ دماء جديدة، للاستجابة العاجلة لانتظارات المغاربة، غير أن هذه الدعوة يعيقها غياب تفاعل الأحزاب السياسية المغربية.
ومن منطلق ضخ دماء جديدة في العمل السياسي وتشبيبه، أكد بودن في تصريح لـ “إحاطة.ما”، أنه “لا يمكن تحقيق هذه التطلعات إلا من خلال تحقيق ثلاثة شروط”، أولها يعتمد “تغير العقليات لتجديد سلوك وآداء النخب، لأنها ببساطة تقيد الحياة السياسية، وتدفع بدورها إلى فقدان الثقة فيها من لدن المواطن”.
وأشار الباحث، إلى أن تحقق الشرط الأول، يدفع تلقائيا إلى تفعيل الشرط الثاني الذي يتمثل في” انتاج أفكار جديدة، تخلق نوعا من التواصل بين المواطن والنخب، تسترجع من خلالها الثقة، وتجيب، في الوقت نفسه، عن أسئلة والتطلعات الإجتماعية “.
وبالنسبة للشرط الثالث، وهو الأهم ،فقد أبرز المتحدث نفسه، أنه “لايمكن التحدث عن تشبيب الأحزاب بشكل مفصول دون خلق التوافق بين الأجيال، لأنه توجد تفاوتات في الأفكار”، لافتا الانتباه إلى أن هذا الأمر “يدفع إلى إنتاج شعور بالصراع، يدفع بعضهم إلى النزول من قاطرة الحياة السياسية، أو يتم الدفع بهم خارجها”.
وأوضح بودن، أنه “في غياب تحقيق تلك الشروط، توجد حالة واحدة يمكن من خلالها تجديد دوران الحياة السياسية، وذلك بالنسبة للقيادات الحزبية المتقدمة في السن، وهي التخلي عن العمل السياسي باختيار طوعي. أو إجباري يتحقق من خلال وقوع ‘أزمة ما’ تحثه على ترك المجال”.
وأشار بودن إلى أن، هناك “أحزاب تحاول أن تلعب دائما على الذاكرة القصيرة، واختيار الوقت المناسب، لترسيخ الصورة الذهنية”. حيث أشار بخصوص الأنشطة الشبيبية للأحزاب، إلى أن “شبيبة حزب العدالة والتنمية تتميز على نظيراتها، في تماهيها مع الحزب في تشكل إطار مواز لأفكار جريئة، وهي نشطة”.
وأضاف الباحث السياسي، في السياق نفسه، أنه “بالرغم من تأثير صقور حزب المصباح على شبيبته، بحيث نلاحظ ميولها إلى مركزة السلطة، وهذا تجلى في استقبال عبد الاله بن كيران المهيب، بحفاوة غير عادية رددوا خلالها شعارات كالزعيم، إلا أنه يوجد تلاحم وتناسق”.
وقارنها الباحث، “بوجود شبيبات لأحزاب أخرى، إما أنها غير متطابقة مع أفكار رؤساء الأحزاب، أو أنها تنتظر فقط الأوامر من قادة الحزب، ولا أنشطة تقررها”.
وحول “الديموقراطية الإلكترونية”، التي أشار إليها تقرير معهد واشنطن الأخير، حول تقدمها بالمغرب، أكد أنها “من بين الطرق الجديدة في الحياة السياسية، وهي بالطبع مؤثرة، وتثير الجدل حول إشكالية ما وتلفت إليها الإنتباه”.
وخلص بودن، إلى أن هذه “الديموقراطية”، “ليست لديها قواعد محددة واقعية، فهي لا تقدم الحلول على أرض الواقع، وربما قد تدفع الفاعل السياسي إلى الإنحناء إلى عاصفتها، لكن إلى حين. كما أنها تفتقر إلى المصداقية، أحيانا، وقد رأينا هذا في تأثير بعض الحسابات الوهمية على انتخابات أمريكا التي أصدرت التقرير”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة