توفي، مساء اليوم الأحد، بالعاصمة الفرنسية باريس، المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين، عن عمر يناهز 87 عاما.
وأعلن محمد فرج القيادي بحزب التجمع، في تصريحات صحفية، وفاة أمين قائلا إن مصر “فقدت اليوم أحد أهم مفكريها الاقتصاديين”.
ويعتبر أمين من أبرز دارسي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في العالم، وبرز على ساحة الفكر التنموي والاقتصادي منذ ما يقرب من نصف قرن، وله كثير من الكتب، معظمها بالفرنسية، والعديد من الدراسات والتقارير، كما يعد واحدا من أبرز المدافعين عن حق المجتمعات في التطور.
وولد سمير أمين في 3 شتنبر 1931، وهو اقتصادي بارز، وأحد أهم أعلام مدرسة التبعية، كما أنه من أهم مؤسسي نظرية المنظومات العالمية..
ونشأ سمير أمين، وقضى فترة طفولته في بورسعيد، بين أب مصري وأم فرنسية، وكان كلاهما طبيبا، وحصل على شهادة الثانوية عام 1947 من إحدى المدارس الفرنسية، وبعدها غادر إلى باريس ليدرس فيها من 1947 إلى 1957، حيث حصل في عام 1952 على دبلوم في العلوم السياسية، قبل أن يحصل على شهادة التخرج في الإحصاء 1956، ثم الاقتصاد 1957، ويعود إلى مصر حاملا شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون.
وخلال سنة 1951، انتسب أمين إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، إلا أن الماركسية السوفيتية لم تثر إعجابه، فعمل أمين مستشارا اقتصاديا في مالي وجمهورية الكونغو ومدغشقر وغيرها من الدول الإفريقية، كما عمل مديرا لمعهد الأمم المتحدة للتخطيط الاقتصادي بداكار لعشر سنوات طوال فترة السبعينيات.
وشارك الراحل أثناء عمله هذا في تأسيس منظمات بحثية وعلمية إفريقية، مثل المجلس الإفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية والاقتصادية (كوديسريا)، ومنتدى العالم الثالث والذي كان يترأسه حاليا.
وقدم أمين مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية، مثل العلاقة بين المركز والأطراف، والتبيعة والعوالم الأربعة، ومحاولة لتجديد القراءة المادية التاريخية وأنماط الإنتاج.
واشتهر المفكر الراحل بالعديد من المؤلفات أبرزها “دراسة في التيارات النقدية والمالية فى مصر” عام 1957، و”معهد البحوث والدراسات العربية، والتراكم على الصعيد العالمي”، والأمة العربية “القومية وصراع الطبقات”، و”الطبقة والأمة في التاريخ وفي المرحلة الإمبريالية”.