أم ضحية الإهمال الطبي بالجديدة تكشف لـ”إحاطة.ما” تفاصيل الواقعة

أفادت “بهيجة” أم الشابة “فوزية قداش” التي توفيت، صباح الجمعة المنصرم، بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، أن الضحية لم تتلقى الرعاية الصحية اللازمة، بالمقابل تعرضوا للمساومات، وطلب أموال، خارج إطار القانون، لتزويد الابنة (17 سنة) بمادة “السيروم”، والسماح لهم برؤية المريضة.
وأكدت “بهيجة” أم الضحية، في اتصال هاتفي مع “إحاطة.ما“، أنه “في ليلة الخميس الماضي، أحضر أفراد من العائلة ابنتهم إلى قسم المستعجلات، بغية اخضاعها لفحص عبر “السكانير”، غير أنهم فوجئوا بالمماطلة، ومطالب مالية غير قانونية، مقابل الكشف عليها، أو “تركها لمصيرها”، مضيفة أنها “طلبت من الممرضة أن تمد الهالكة بمادة السيروم، فجوبه طلبها بالمساومة واستفزاز الممرضة”.
وأضافت الأم أنهم علموا “بموت ابنتهم، الذي كان على الساعة الواحدة والنصف، من صباح يوم الجمعة، ولم يتم إخبارهم إلا في اليوم التالي، السبت، وذلك على الساعة الرابعة والنصف عصرا”. حيث أن مدير المستشفى طمأنهم، ليلة الوفاة، حول وضعية الفتاة، الملقاة بدون رعاية صحية، بإجابته “اكون خير”.
وكشفت أن زوجها، العلمي لوريني، المعتقل، طلب من احدى عاملات النظافة، في ظل غياب الممرضة، حينها، أن تسمح له بالدخول لرؤية الابنة، فطالبته بمبلغ مالي، مضيفة، أنه حينما حاول الدخول، هاجمته العاملة بالصفع، لتبادر الممرضة بدورها، وحراس الأمن الخاصين، بالضرب والرفس والركل”.
وأضافت أنهم فور انتهائهم من الاعتداء، أخبروا السلطات الأمنية، وسارعوا إلى كتابة شواهد طبية بأيديهم، عززوا بها محضر الشرطة، التي قامت باعتقاله، على الفور، مؤكدة ” أن الشرطة لم تقم باستدعاء أصحاب الشكاية وهم خمسة أشخاص، لمواجهة صريحة بينهم وبين زوجها، قبل تقديمه لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية”.
واستغربت العائلة، من امتناع تمتيع المعتقل بالسراح المؤقت، بعد أن “كُشف لهم أنه سيطلق سراحه، عشية يوم السبت المنصرم، قبل معرفتهم لخبر وفاة ابنتهم”، حيث أنهم تعرضوا للصدمة حينها مرتين. خبر الوفاة، وخبر تحويل الزوج للمحكمة للمثول أمامها، حيث مثل هذا الأخير، الاثنين المنصرم، وتم تأجيله، إلى غاية اليوم، الخميس.
وفي هذا الصدد، دعت رابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في بيان لها، إلى تنظيم وقفة تضامنية، اليوم الخميس، أمام المحكمة الابتدائية بالجديدة، تضامنا مع أسرة الراحلة، وللمطالبة بإطلاق سراح “العلمي” المعتقل، وفتح تحقيق حول وفاة الشابة بعد 3 أيام دون أي علاج، والضغوطات التي تعرضت لها العائلة من أجل إجبارها على دفن ابنتهم.
كما التمست الرابطة، من القضاء المغربي العمل على انصاف عائلة الهالكة، الذين يعيشون حالة نفسية صعبة نتيجة وفاة ابنتهم في ظروف غامضة، واعتقال رب الأسرة نتيجة شكاية كيدية، للتغطية على تعريضه للإهانة والاعتداء، من طرف عاملة النظافة، التي لا يحق لها التواصل مع المرضى وعائلاتهم حيث “اصبحت عاملات النظافة وحراس الأمن الخاص يتحكمون في تسيير المستشفى”، حسب نفس البيان.
ودعا البيان في الختام، كافة الجمعيات الحقوقية والنقابية والمهتمين بالجديدة، إلى تشكيل جبهة محلية من أجل العمل على قطاع صحة عمومي جيد وفضح العديد من الممارسات، المرتبطة بالطب العمومي والخاص من تفشي الرشوة والمحسوبية والتردي وغياب روح المسؤولية، والإفلات من العقاب بخصوص الجرائم المرتبطة بممارسة مهنة الطب.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة