وجه سليمان العمراني، القيادي بحزب العدالة والتنمية رسالة شديدة اللهجة، رشيد الطالبي العالمي، وزير الشباب والرياضة، والقيادي، أيضا، في حزب العدالة والتنمية، ردا على ما قاله في كلمة أمام شباب حزب التجمع الوطني للأحرار، في جامعة الشباب الأحرار.
وكتب العمراني، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، في رسالة نقد وانتقاد، بل وهجوم، موجهة إلى الطالبي العلمي، يقول “اطلعتُ، كما اطلعتْ قيادة حزب العدالة والتنمية، ومناضلوه، والرأي العام الوطني على تصريحاتك في الجامعة الشبابية لحزبك عن حزبنا دون أن تسميه، وبما أن موقفك المعبر عنه لم يكن داخليا مما كان يستوجب لو كان الأمر كذلك اللجوء لقنوات الأغلبية لمعالجة ما تنبغي معالجته، ولأنك قيادي في حزبك وكلامك له أبعاده ودلالاته خصوصا أنك عبرت عنه أمام قيادة حزبك، فليتسع صدرك لهذه الكلمات”، التي دبجها العمراني في رسالته.
وقال “أولا: إن كلامك لم يتوقف عند حدود انتقاد بعض المواقف ضد حزبك مما يمكن أن يُفْهم ويُتَفَهَّم، بل تعداه إلى تَقَصِّدِ حزب العدالة والتنمية دون الحاجة لأي تأويل، وإلا فمن تقصد بكلامك (لأنه بداو من 2010 وبداو التشكيك في البرلمان والتشكيك في الأحزاب والتشكيك في الزعماء والتشكيك في المؤسسات الدستورية والتشكيك في الجماعات الترابية والتشكيك في رؤساء الجماعات الترابية بمختلف أصنافها ولكن لم يحصل على ذلك العدد من المقاعد التي تسمح لهم بالمرور للدور الثاني في تنفيذ المشروع ديالهم)، إلى أن تقول (معركة مشروعين مجتمعيين. مشروع ندافع عليه كمغاربة كاملين والذي عشنا فيه وكبرنا ومشروع آخر دخيل (…) باغين يخربو البلاد باش يساهل ليهم أنه يوضعو يديهم على البلاد. مواجهة هاد المشروع الذي يريد تخريب البلاد)”، معتبرا أن “هذه المواقف الخطيرة والمسيئة وغير المقبولة تنتهك بشكل سافر ميثاق الأغلبية، الذي يعتبر حزبكم من بين الموقعين عليه، وهو الذي نص على (الحرص على تماسك الأغلبية وعدم الإساءة للأحزاب المكونة لها دون أن يمنع ذلك من الحق في النقد البناء، وفي جميع الحالات تعمل الأحزاب المكونة للأغلبية على حل خلافاتها من داخل آليات الميثاق)”.
وبلغة اللوم لم يفت العمراني التذكير بانتقاده، سابقا، لعضو بحزب العدالة والتنمية، حين انتقد حزب التجمع الوطني وقال “لأن الشيء بالشيء يذكر فأذكرك، ومن معك، أني رددت على أخي عبد العلي حامي الدين، قبل شهر ونصف، على موقفه ضد حزبك رغم أنه ليس عضوا في الأمانة العامة لحزبنا كما أنتَ في حزبك، مع العلم أن موقف الأخ عبد العلي إذا كان معيبا في شكله فقد يكون له أساس موضوعي يستدعي إذا كان الأمر كذلك التعبير عنه عبر القنوات المتاحة، وهذا منهجنا المبدئي والثابت في الوفاء لحلفائنا واحترام التعاقدات التي تجمعنا معهم في عدم قبول الإساءة منا إلى أي حزب من أحزاب الأغلبية خارج الانتقاد البناء والموضوعي”.
وفي الملاحظة الثانية، استهزأ العمراني من تصريح الطالبي العلمي، وقال متسائلا “هل هناك إساءة أكبر من أن تصف حزبا يقود الأغلبية، التي أنتم من مكوناتها، ويرأس الحكومة، التي أنتم جزء منها، وأنتَ وزير فيها، بقولك بأن هذا الحزب لم يحصل على العدد من المقاعد الذي يسمح له بالمرور للدور الثاني في تنفيذ مشروعه (الهيمني)، وهو الوصف الذي قصدته دون أن تقوله باللفظ، وخلقت تقابلا بين مشروع قلتَ إنكم تدافعون عنه أنتم، وجميع المغاربة، مع مشروع دخيل، هو مشروع حزب العدالة والتنمية، وقلتَ إننا نريد تخريب البلاد ليسهل علينا وضع يدنا عليها؟”، متابعا “هل نسيتَ أن حزبك لم يتجاوز بالكاد 37 مقعدا، لكنه تحكم بقدرة قادر في مفاوضات تشكيل الحكومة التي أسندت مهمة تشكيلها لعبد الإله ابن كيران الذي نال حزبه بقيادته 125 مقعدا، وعمل على ليِّ الذراع وأثمرت مساعيه (غير الحميدة) في خلق البلوكاج.. هذا هو جزاء (سنمار) مع عبد الإله بن كيران مرتين، المرة الأولى لما أفشلتم مهمته لتشكيل الحكومة، وقد أبطأ المفاوضات من أجل ذلك أسابيع من أجلكم، والثانية لما وفَّى لك شخصيا تمام الوفاء وهو رئيس للحكومة وقاد بنجاح مهمة انتخابك رئيسا لمجلس النواب، وهو المنصب الذي لم تنله بكد يمينك وكنت خائفا عليه تترقب..”.
أما الملاحظة ثالثة، وهي أيضا عبر تساؤل استفزازي يدفع إلى الباب المسدود، حين كتب العمراني يتسائل الطالبي العلمي عن أسباب تشبثهم بمقاعد الحكومة، رغم الملاحظات التي سجلها في مداخلته، في جامعة الشباب الحركي، “أتساءل لماذا أنتم باقون في حكومة يقودها حزب بالمواصفات التي ذكرتَ؟ ولماذا تبقى هذه الحكومة أصلا؟؟ شيء ما ليس على ما يرام..”.
وفي الختام، وقبل أن يقول العمراني للعلمي “إنكَ مع الأسف الشديد، أخطأتْ رسالتك العنوان”، وجه ميساج إلى قادة الحزب برمته، حين تسائل “نريد أن نعرف، هل هذا موقف شخصي رغم خطورته أم هو موقف الحزب؟”، ويختم “لا بد من الوضوح”.