ركز إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اليوم في الرباط، على هوية الحزب، وكرر جملة “نحن اليسار” مرات عدة، في تصالح حزب القوات الشعبية مع هويته، وهاجم في المقابل اليسار المتطرف، ومن ينعون حزب الاتحاد الاشتراكي، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي حي يرزق.
وقال إدريس لشكر، إن الحزب حسم منذ عقود في هويته، كونه حزب يساري وطني، واشتراكي ديمقراطي، يتميز بتنوع روافده التأسيسية ويجسد استمرارا لحركة التحرير الشعبية.
وتساءل لشكر، في دورة العادية للمجلس الوطني للحزب، اليوم السبت بالرباط، “هل نحن اليوم مدعوون إلى التذكير بانتمائنا اليساري؟ وهل نحن ملزمون مرة أخرى بتنبيه بعض الغافلين إلى هويتنا اليسارية؟”، قبل أن يرد “ليس بالضرورة”، لأن الوجود الميداني وعمل الحزب المؤسساتي، هي كلها عنوان عريض على انتمائه اليساري، وأن وجوده الوازن في قيادات المنظمات الدولية للقوى اليسارية العالمية والعربية لدليل ساطع على أن الاتحاد الاشتراكي جزء لا يتجزأ من اليسار العالمي، سواء كان في موقع المعارضة أو موقع التدبير الحكومي.
وبعد أن تساءل لماذا يذكر أن الاتحاد الاشتراكي هو اليسار، قال لشكر إن الحزب تغاضى “عمن أفتى ذات يوم في توزيع صكوك التشبع بالهوية اليسارية، فقسم أهل اليسار إلى يسار ممانع ويسار حكومي، وبنى على هذه المقدمة المغلوطة نتيجة متهافتة، تعتبر أن يسار الحكومي يكون بالضرورة ومن هذا الموقع أقل يسارية، ليصير هو ومن في حكمه أكثر يسارية”.
وأضاف لشكر “لقد تعففنا، في حينها، عن هذه السفسطة الكلامية، التي وجدناها أشبه ما تكون بالأحكام الجزافية التي يطلقها فقهاء الظلام، عندما يعتبرون هذا ناقص عقلا وهذه ناقصة دينا”، مهاجما الخصوم الذين يروجون نهاية حوب الاتحاد الاشتراكي، وقال “عدنا نسمع، هذه الأيام بعض المتطفلين يرددون، في الاتجاه نفسه، أن الاتحاد الاشتراكي انتهى”، مستغربا كيف ينعي من وصفهم بالعدميين والمغرورين “رحيل الاتحاد الاشتراكي عشرات المرات دون أن ينتبهوا، كيف أن بعص الإخوة شافاهم الله من حقدهم، سلخوا عشرين سنة من أعمارهم على رأس أحزاب أخرى، وكلما تكلموا في السياسة عادوا اليوم للحديث عن الاتحاد الاشتراكي والإفتاء في شؤونه”.
وخلص لشكر “إن كنا في المعارضة نحن اليسار وإن كنا في الحكومة سنبقى نحن اليسار، نحن اليسار الذي يشارك والذي يعارض، نحن اليسار الذي يخطئ ويصحح أخطاءه، نحن اليسار الذي يتراجع والذي يتقدم، نحن اليسار الوطني التقدمي، نحن اليسار الحداثي الديمقراطي، نحن اليسار العقلاني الواقعي، نحن اليسار الذي يؤمن بالتدرج في النضال الديمقراطي، والذي ينفتح ويفاوض، ويتحالف ويمد يده، ويتعاون مع قوى التقدم في هذا البلد من أجل تقدم البلد”، مشيرا إلى أن الحزب “لن يضيع مزيدا من الوقت مع من يتوهم أننا نحتاج إليه ليعوضنا عن يساريتنا التي (تأكلها الحكومة)، لأننا بكل وضوح وبساطة نحن اليسار، لأننا حزب اليسار الذي ينبعث من جديد، والذي سيقود بقوة، والذي يراهن على اليسار المجتمعي الموجود في نسيج المجتمع، وليس على اليسار الفصائلي المنعزل في غروره وعدميته”.