تغيب مباريات البطولة الاحترافية المغربية في كرة القدم عن شاشة القناة الثانية ابتداء من الموسم الحالي حيث اسفرت المفاوضات الثنائية بين المسؤولين في الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة وشركة سورياد دوزيم عن وقف مد الطرف الأول للطرف الثاني بمباريات البطولة.
وحسب المعطيات المتوفرة فإن تراكم الديون التي أثقلت كاهل القناة الثانية هو السبب الرئيسي وراء التخلي عن نقل المباريات، حيث أن قناة عين السبع تدفع مقابل نقل مباريات البطولة الاحترافية حوالي مليار و300 مليون سنتيم لصالح الشركة الوطنية كل موسم كروي، غير ان دوزيم لم تدفع المبلغ منذ 7 سنوات ما جعلها تراكم ما يقارب 10 مليارات تعذر عليها دفعها، فاختار المسؤولون بالشركة الوطنية وقف النزيف وبالتالي وقف التعامل مع القناة ذات التوازن المالي الهش.
وكانت دوزيم تستحوذ على المباريات الحاسمة والاكثر اهمية، غير ان وضعها المالي الحالي لا يسمح لها بالاستمرار. وقد اختارت الشركة الوطنية الاعتماد على تعدد قنواتها من أجل نقل المباريات في حال كانت تجرى في وقت واحد وذلك بالاستعانة بجميع قنوات باقتها باستثناء قناة محمد السادس للقرآن الكريم (الأمازيغية، الرياضية، الرابعة، الأولى…).
وقال مصدر من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ل”إحاطة” إن هذا القرار كان ضروريا بالنظر إلى عدم سداد دوزيم لمستحقاتها وبالتالي فإن الاستمرار في هذا الوضع سيكون “مخالفا للحكامة الجيدة ومناقضا لمسؤولياتنا كمسيرين لمؤسسة تابعة للدولة، بالاضافة إلى أن ما حدث مناسبة لإعادة تمركز “الرياضية” كقناة أساسية ومواكبة للرياضة الوطنية”.
من جهته أكد مصدر مسؤول بالقناة الثانية ان دوزيم كانت تحرص على نقل مباريات البطولة الاحترافية في اطار قيامها بدورها كمرفق عمومي غير أن عدم التزام الحكومة بضخ رصيدها من “العقد البرنامج” عرض ميزانيتها لأزمة خانقة، وبالتالي لم تعد قادرة على سداد ديونها خصوصا أن مباريات البطولة الاحترافية لا تحقق مدخولا اشهاريا يذكر.
ويضيف المصدر نفسه، “لا يمككنا ان نسير على المنوال نفسه الى ما لا نهاية ولا بد من وقف النزيف”.