تمكنت جهة العيون – الساقية الحمراء من تعزيز دينامية تنموية شاملة لفائدة إنجاز سلسلة من المشاريع الهيكلية، قيد الإنشاء أو في مرحلة الإطلاق، في جميع القطاعات، في إطار مخطط التنمية الجهوية ومن خلال مقاربة مندمجة ومتعددة القطاعات تتيح للجهة أن ترتقي إلى مستوى قطب اقتصادي صاعد.
وستضع هذه المشاريع الكبرى لمخطط التنمية الجهوية، الذي تمت المصادقة عليه في 2017، الأسس للبنية التحتية الضرورية، لاسيما في القطاعات الرئيسية مثل النقل والصحة والأشغال العمومية والسياحة والثقافة والطاقات المتجددة.
ووفقا لمجلس الجهة، فإن مخطط التنمية الجهوية يعد “رؤية استراتيجية للسنوات القادمة، تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وخلق مناخ ملائم للأعمال، وتعزيز تكوين العنصر البشري، وتشجيع التشغيل الذاتي وروح المبادرة لفائدة الشباب، فضلا عن تعزيز البنيات التحتية ودعم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية”.
ويرتكز مخطط التنمية الجهوية للعيون – الساقية الحمراء، الذي خصص له مبلغ إجمالي يناهز 66 مليار درهم، حول مكونين أساسيين، يتعلق الأول بمشاريع العقد – البرنامج الذي تم التوقيع عليه في نونبر 2015 في إطار تنفيذ النموذج الجديد للتنمية بالأقاليم الجنوبية.
وخصص للعقد – البرنامج للتنمية الجهوية (2016-2021) غلاف مالي يقدر بـ 41.6 مليار درهم، من أجل إنجاز عدد كبير من المشاريع في مختلف القطاعات.
أما المكون الثاني، فيتعلق بالمشاريع المتعلقة ببرنامج إعادة تأهيل المراكز القروية وبرنامج محاربة الفوارق بالوسط القروي (صندوق التنمية القروية).
ومن خلال هذه المشاريع، تتطلع جهة العيون – الساقية الحمراء، بالإضافة إلى إمكانياتها البحرية والرعوية، إلى تنويع العديد من مؤهلاتها الأخرى من أجل تحقيق تنمية متناغمة والاضطلاع بدورها كحلقة رئيسية في عملية النمو السوسيو اقتصادي الوطني والقاري.
وتستفيد الجهة من موقع جغرافي مهم كنقطة عبور أساسية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، ومؤهلات اقتصادية غنية، من أجل رفع التحدي المتمثل في التموقع كقطب حقيقي للإنتاج.
وفي هذه الجهة، يتم الترحيب بالاستثمارات ودعم الفاعلين الاقتصاديين، زيادة على التسهيلات والامتيازات الضريبية التي تمنحها الدولة، من خلال استراتيجية محلية للمواكبة.
+ الطريق السريع العيون – تزنيت: أهمية خاصة +
ويكتسي الانتهاء من أشغال المقاطع الطرقية التي تعبر تراب الجهة، الذي يندرج في إطار مشروع الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة عبر العيون، أهمية خاصة، بالنظر إلى أن ذلك سيساهم في توسيع آفاق التنمية السوسيو اقتصادية في الجهة .
وسيربط الجزء الأول تزنيت بالعيون على مسافة 655 كلم (6.2 مليار درهم)، فيما سيتطلب الجزء الثاني، الرابط بين العيون والداخلة، تمويلا يقدر بـ 2.3 مليار درهم.
وسيكون لهذا المشروع الحاسم والاستراتيجي، بمجرد الانتهاء منه، تأثير مهم على ساكنة 10 أقاليم موزعة على أربع جهات، وهي جهة سوس – ماسة، وكلميم – واد نون، والعيون – الساقية الحمراء، والداخلة – وادي الذهب.
وعلى مستوى هذه الجهات، فإن الأوراش تسير بشكل جيد، وفي الموعد المحدد لها، من أجل إنجاز هذا المحور الطرقي المكون من مقاطع تزنيت – كلميم، وكلميم – العيون، والعيون – الداخلة، مرورا من طانطان وطرفاية وبوجدور.
+ معالم قطب صحي +
وتطمح جهة العيون – الساقية الحمراء كذلك إلى ترسيخ موقعها كقطب جهوي للصحة، من خلال مشاريع تندرج في إطار النموذج الجديد للتنمية في الأقاليم الجنوبية، على غرار المركز الاستشفائي الجامعي لمدينة العيون (500 سرير)، وكلية للطب في أفق سنة 2020 بميزانية توقعية تبلغ أزيد من 157 مليون درهم.
ويضم المركز الاستشفائي الجامعي، الذي تطلب غلافا ماليا ناهز 830 مليون درهم، 14 قاعة للعمليات الجراحية، وستة أقطاب للتميز، من بينها أقطاب “الأم والطفل”، و”القلب والشرايين”، و”المستعجلات” و”الأمراض النفسية والعقلية” .
كما سيتم دعم المرافق الصحية في الجهة من خلال إنجاز 10 مشاريع باستثمار إجمالي يبلغ حوالي 1.58 مليار درهم، من بينها إنشاء مركز استشفائي إقليمي في طرفاية، باستثمار يقدر بـ 78 مليون درهم .
+ العيون تنخرط في إطار التوجه “الأخضر ” +
وتحولت جهة العيون – الساقية الحمراء نحو مشاريع هيكلية في مجال الطاقات المتجددة، من أجل الاستجابة إلى تطلعات منطقة طموحة.
وتشكل مشاريع إنجاز المحطتين المستقبليتين للطاقة الشمسية “نور العيون” و”نور بوجدور”، قيد الإنشاء، بلا شك مكسبا كبيرا في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على البيئة في هذا الجزء من المملكة.
ومن المتوقع أن تساهم هاتين المحطتين الكهروضوئيتين، اللتين تبلغ قدرتهما الإنتاجية الإجمالية 100 ميغاواط، في تعزيز الشبكة الكهربائية الوطنية، ما سيؤدي إلى تحقيق منافع سوسيو اقتصادية مهمة وتحسين وضعية التشغيل الدائم وإحداث مناصب شغل مؤقتة للساكنة المحلية، فضلا عن تثمين الموارد الشمسية.
كما سيمكن هذان المشروعان، اللذين يندرجان في إطار النهوض بميكانيزمات التنمية في المغرب، من وضع جهة العيون – الساقية الحمراء كمركز للطاقات المتجددة، وذلك بفضل إمكانياتها الهائلة في مجالي الطاقة الريحية والشمسية.
وقد تم تعزيز قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة خلال سنة 2014، من خلال افتتاح حقل توليد الطاقة الريحية بطرفاية، الذي يضم 131 توربينة، والذي يعد أكبر محطة من نوعها لتوليد الطاقة الريحية، على مستوى القارة الإفريقية، حيث بلغ إنتاجها 300 ميغاواط.
وفي ما يتعلق بمحطة نور العيون، التي يتم إنجازها باعتماد مالي يفوق 1.3 مليار درهم، فإن قدرتها الإنتاجية الإجمالية من المتوقع أن تصل إلى 80 ميغاوات، في حين ستتطلب محطة بوجدور للطاقة الشمسية اعتمادا ماليا يناهز 334 مليون درهم.
+ 57 ملعبا للقرب من أجل تنمية الشباب +
يحتل قطاع الشباب والرياضة مكانة بارزة في استراتيجية التنمية المحلية. وبما أن الهدف يتمثل في تمكين الشباب من جميع البنيات التحتية الضرورية لممارسة النشاط الرياضي الذي يختارونه، فإن إنشاء 57 ملعبا للقرب يعد مثالا بارزا جدا. وبالرغم من أن كرة القدم لا تزال هي الرياضة المفضلة بامتياز، إلا أن الرياضات الأخرى، لاسيما كرة اليد وكرة السلة وألعاب القوى، تمتلك عددا كبيرا من الممارسين الذين لمعوا خلال المنافسات الوطنية أو الدولية .
ولا يمكن لتطور هذه القطاعات أن يحجب النمو الذي تشهده قطاعات تنموية أخرى، مثل التهيئة الحضرية والثقافة والفنون والحفاظ على التراث والسكنى والمياه والمرافق العمومية، مما يجعل من الجهة ورشا مفتوحا أمام العديد من المشاريع التي من شأنها أن تحقق قفزة نوعية في مجال التنمية.