أخذت الحرب بين الوزير الوردي وتنسيقيات الأطباء المقيمين والداخليين وطلبة الطب، منحى خطيرا، إذ لم تمر إلا دقائق على استقبال الأطباء الداخليين والمقيمين، صباح الاثنين، بعض آباء وأولياء طلبة الطب في مقر النقابة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، حتى خرج الوزير الحسين الوردي ببلاغ يؤكد من خلاله أن عمداء ومديري المراكز الاستشفائية سيستقبلون بدورهم أولياء الطلبة غدا الثلاثاء، لتقديم توضيحات بشأن نفس الملف.
وقالت مصادر مؤكدة أن الأطباء المقيمين والداخليين فوجئوا بدعوات الوزير إلى آباء وأولياء الطلبة، إذ لم يتوقعوا أن يصل الأمر بالوزير إلى الاستعانة بأولياء أمور الطلبة، لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، بعد أن فطن الوزير إلى أنهم يخوضون حربا بالوكالة، نيابة عن الأطباء المقيمين والداخليين، الذين يركزون أثناء جلسات الحوار على ملفهم المطلبي.
ودخل الطرفان في سباق محموم، بعد أن استعانت تنسقيات الأطباء والطلبة معا، بمن الآباء ذوي النفوذ على وجه الخصوص، منهم رؤساء دواوين بعض الوزارات وكتاب عامون للنقابات وبروفيسورات في مستشفيات الوردي ومحامون وأطباء لتأسيس ما سمي ب”أصدقاء طلبة الطب”، والضغط لإلغاء مشروع الوردي، غير أن الأخير، تقول مصادر مطلعة يراهن على فئة أخرى من الآباء، على اعتبار أن النافذين غالبا ما يرسلون أبناءهم إلى كندا ودول أخرى من أجل التخصص، بعد التخرج، لذلك يستميتون في سبيل إسقاط مشروع الوردي الذي سيؤخر مشاريعهم الخاصة، حسب ما أوردته نفس المصادر.
نفس المصادر أوضحت أن الوزير أقنع ممثلي الطلبة بأنه لن يحيل مشروعه على أي جهة، إلا بعد الموافقة عليه أو تعديله أو حتى إلغائه، إلا أنه لم يفهم أسباب مواصلتهم مقاطعة الدراسة.