رفض طلبة من ثانوية “بيير مانديس فرانس” ببلدة “بيرون” الواقعة في منطقة “بيكاردي” شمال فرنسا، دراسة نص أدبي لكاتب جزائري يدعى أكلي طاجير بحجة “أن الكاتب ليس فرنسيا وأن الرواية لا تخص فرنسا، فضلا أن النصوص تتضمن مصطلحات وأسماء عربية” وفق ما أعلنت عنه المدرسة التي جرت فيها هذه الواقعة.
وأثار هذا الرفض استياء واستغراب الأستاذة التي تقوم بتدريس مادة الأدب والتاريخ في هذه الثانوية. ما جعلها تقرر في نهاية شهر سبتمبر الماضي إرسال رسالة للكاتب الجزائري لتخبره بما وقع لها عندما اقترحت دراسة نص من كتابه “حامل المحفظة” الذي أصدره في 2002 من دار نشر “كلود لتيس”.
ويروي هذا الكتاب قصة لقاء بين طفلين، وهما رفاييل وعمر في باريس في 1962. الأول ينحدر من عائلة من “الأقدام السود” التي عاشت في الجزائر خلال الاحتلال الفرنسي (1830-1962) لهذا البلد والثاني ابن مهاجر جزائري لا يعرف الجزائر لكنه كان يساند حزب جبهة التحرير الوطني.
وفي خطوة لفهم التصرف “الغريب” لبعض الطلبة، وافقت الأكاديمية على تنظيم لقاء بين الكاتب أكلي طاجير وطلبة ثانوية “بيير مانديس فرانس” في 16 نونبر المقبل.
وقال الكاتب حول هذا اللقاء المرتقب، إنه يقول لهم “انظروا إلى مدينة ’بيرون‘ فالمقابر مملوءة بالأفارقة والمغاربة على غرار الجزائريين والأجانب الذين ضحوا بحياتهم خلال الحرب العالمية الأولى من أجل فرنسا. سأقول لهم أيضا إن أرضكم مسقية بدماء محمد ومسعود وعلي وممادو…”.
من ناحيته، قال كريستيان أستروزي، عمدة مدينة نيس الجنوبية إنه “يشعر بالحزن إزاء ما وقع لأكلي طاجير”. وكتب في تغريده على تويتر:” يا له من حزن بعد أن رفض طلبة قراءة كتاب ’حامل المحفظة‘ لأكلي طاجير. مقاطعة هذا الكاتب بسبب اسمه وبسبب الأسماء التي يتضمنها الكتاب، أمر لا يمكن تقبله”.
ويعتبر أكلي طاجير المولود في فرنسا في 1954 من بين أبرز الكتاب الجزائريين. وكان قد نشر أكثر من 15 كتابا أبرزها “حامل المحفظة” 2002 الذي كان محل الدراسة في الثانوية وكتاب “أجمل طريقة للحب” 2012 و”الحقيقة تنتظر الفجر” من نفس دار النشر في 2018، وجميعها صادرة عن دار النشر “جون كلود لاتيس”.