كوبنهاغن : ابراهيم كريم
اختتمت يوم الأربعاء الماضي الدورة الثامنة عشر من المؤتمر الدولي لمحاربة الفساد التي اختارت مدينة كوبنهاغن الدنماركية من أجل تنظيم دورة هذه السنة بين 22 و 24 من الشهر الجاري. وعرفت هذه الدورة مشاركة عدد من الفاعلين المغاربة، حيث مثل رئاسة الحكومة المغربية حسن الدبشي مستشار رئيس الحكومة المكلف بمحاربة الفساد، وسهام عمرانة المكلفة بإنجاز الدراسات في قطب الحكامة ومحاربة الفساد برئاسة الحكومة، وعلي الرام مدير الشؤون القانونية بالهيئة المركزية لمحاربة الرشوة، ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وتمثيلية الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة ترانسبرنسي المغرب.
وبخصوص مشاركة المغرب في المؤتمر يقول حسن الدبشي مستشار رئيس الحكومة المكلف بمحاربة الفساد أن المشاركة تمت «بعد تعليمات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني وذلك بهدف مقارنة المجهودات التي يقوم بها المغرب بدول أخرى في مجال محاربة الفساد، والاسفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال والأقل فساداً في العالم كالدنمارك» مضيفاً «أن المغرب اليوم يعمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية من أجل محاربة الفساد ولهذا حضرنا ورشات وجلسات تناقش مواضيع مختلفة مربتطة بقضايا الفساد، وتمت مناقشة الأوضاع مع مسؤليين من دول مختلفة، المغرب اليوم في الطريق الصحيح من أجل محاربة الفساد ومحط إشادة الفرنسيين وممثلي دول أخرى في المؤتمر».
ويقول علي الرام مدير قسم الشؤون القانونية بالهيئة المركزية لمحاربة الرشوة أن مشاركة الهيئة في الندوة تأتي في إطار دولي من أجل تعزيز موقعها بين هيئات محاربة الرشوة بهدف تبادل التجارب الدولية وإثراء التجربة الوطنية المتعلقة بالمجهود الوطني لمحاربة الفساد، مؤكداً على أن الهدف الأساسي هو تبادل التجارب والانفتاح على تجارب أخرى من أجل الاستفادة منها، وكذلك الترويج للتجربة المغربية التي تتميز بتواجد مرجعية تشريعية ومؤسسية مايجعلها محط اهتمام الدول الأخرى فيما يرتبط بالتعاون الدولي والإقليمي والجهوي في مجال محاربة الفساد.
وبخصوص مشاركة نبيلة منيب في المؤتمر أكدت على أن تواجدها يمثل الحزب الذي تتزعمه، وأن المشاركة في المؤتمر تنسجم مع المشروع الأساسي للحزب الاشتراكي الموحد وهو محاربة الاسبداد والفساد، مضيفة أن حضور هذه التظاهرة العالمية يأتي من أجل الاسفادة من تجارب الدول الرائدة والتعرف على الأساليب الناجعة من أجل محاربة الفساد في المغرب، وليس فقط نهج أساليب تقنية دون تحقيق أي تغيير» وفي نفس السياق صرحت «أن السياسيين ملزمون بالمشاركة في مثل هذه المؤتمرات من أجل الاستفادة من التوصيات التي يتم الخروج بها، وخلق معارف جديدة من أجل المساهمة في وضع خطة لاجتتات الفساد من المغرب».
وفي سياق متصل يقول عبد الصمد صدوق عضو المكتب التنفيذي لترانسبرنسي المغرب أن الجمعية تشارك في جميع دورات هذا المؤتمر باعتبارها فرع معتمد من طرف منظمة الشفافية الدولية المنظمة للمؤتمر، وتواجدها يعتبر ضرورياً من أجل التعرف على اخر المستجدات والاستفادة من تجارب الدول الأخرى والمبادرات المتخدة سواءً من طرف الحكومات أو المجتمع المدني من أجل محاربة الفساد، حيث يمكن التعرف على هذه التجارب الخروج بأفكار يمكن تطبيقها في المغرب، كما أن أهمية المشاركة في المؤتمر تكمن في خلق علاقات جديدة مع المنظمات والهيئات والأفراد كذلك.
وعرفت هذه الدورة غياباً واضحاً لممثلي القطاع الخاص بالمغرب حيث أن عدد من الورشات والندوات ناقشت الدور الأساسي الذي يلعبه القطاع الخاص في محاربة الفساد باعتباره أحد أكثر القطاعات التي تنتشر فيها الظاهرة. وفي هذا الصدد يقول عبد الصمد صدوق أن مشاركة القطاع الخاص أمر ضروري في هذا المؤتمر لأنه طرف أساسي في محاربة الفساد، فيما اعتبر المشاركة المغربية لا ترتبط بعدد المشاركين بكيف سيستفيد المغرب مما يطرح خلالها، لذا يجب على الأشخاص الذي شاركوا أن يكونوا قد استعدوا بشكل جيد للندوة قبل حضورهم وتحديد أهداف المشاركة والورشات التي تتماشى مع تحقيق هذه الأهداف.
وعرف المؤتمر الدولي لمحاربة الفساد مشاركة أزيد من 1500 شخص من مختلف دول العالم، وعقد عشرات الجلسات والورشات التي تطرقت لمواضيع متعددة مرتبطة بقضايا الفساد، كتبييض الأموال، التهرب الضريبي، الرشوة..، كما تم تنظيم عدة أنشطة موازية للمؤتمر كمهرجان الفيلم لمحاربة الفساد وحفل موسيقي لنفس الغرض، واختتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة اتحاد كل الدول والوقوف جنباً إلى جنب من أجل محاربة الفساد وتحقيق السلام والأمن والتنمية.
كما شهد المؤتمر مشاركة أفريقية قوية عرفت عقد عدة اجتماعات بين مسؤولين أفارقة وتنظيم دورات تكوينية للصحافيين والمجتمع المدني، في إطار إعلان الاتحاد الافريقي في بداية السنة أن 2018 هي سنة محاربة الفساد في أفريقيا.
ويتم تنظيم المؤتمر الدولي لمحاربة الفساد كل سنتين منذ 1997 من طرف منظمة الشفافية الدولية ترانسبرنسي ومجلس المؤتمر، حيث استقبلت بنما الدورة السابقة فيما تم اختيار كوريا الجنوبية لتنظيم دورة 2020.