مهرجان جديد في تونس يجمع بين السينما والسمعي البصري والذي يعلن على ولادته الإثنين 29 أكتوبر 2018، تحت شعار “دعونا نحارب معا الفساد”، حيث تحضر فيه الأفلام السينمائية والريبورتاجات الصحفية والوثائقية، وهو من تنظيم وإشراف الهيئة الوطنية التونسية لمكافحة الفساد، وبدعم من الوكالة الكورية الجنوبية للتعاون الدولي، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، والذي أصبح متداولا حاليا اختصارا ب”ريفاك”.
ويتميز هذا المهرجان السينمائي والسمعي البصري كملتقى دولي للأفلام ومختلف الإنتاجات المرئية التي تعالج موضوع الفساد ومكافحته، وهذه “مهمة معقدة” كما يقول أصحاب المهرجان لكنه يمثل بالنسبة لهم “إطارا توعويا للقضاء على هذه الآفة” كظاهرة مرضية تنخر المجتمعات وتحد من تطورها.
لذا يعتبر المنظمون أن المهرجان هو “محاولة لتوطيد ثقافة العدالة ورفع الوعي العام بمبادئه وقيمه، وتحسيس المواطنين بمختلف شرائحهم حول مخاطر الفساد”. وبالتالي العمل على “ترسيخ هذا المهرجان في المشهد الثقافي والسينمائي، والعمل على ضمان استمراريته”.
ويعتبر هذا المهرجان أول تجربة في العالم العربي، كما هو حاجة أساسية وضرورية في مجتمعاتنا لنشر الوعي من خلال الصورة التي أصبحت وسيلة ناجحة وناجعة ومؤثرة. في انتظار تعميم هذه المبادرة بنقلها إلى مختلف الأقطار العربية وخلق شبكة بين مختلف الهيئات والجمعيات المدنية والحقوقية لتتعاون في ما بينها كقوة فاعلة مؤثرة.
إن المجتمع التونسي واع بكون ثورته لم تنته بعد، بل مازالت مستمرة بشكل حضاري، وتحقق مكاسب جوهرية والتي انتزعها بذكاء، ولو بصعوبة، لكنها تترسخ في جذور تربة الوطن التي يصعب اقتلاعها. لقد فهم المجتمع التونسي وهيئاته المدنية والحقوقية، وفعالياته الثقافية والفنية، أن التغيير يمر أيضا عبر الثقافة والفنون، وبالتالي بمجتمع واع يدرك أشكال الدفاع عن مستقبل بلاده.
تتضمن الدورة الأولى “للملتقى الدولي لفيلم مكافحة الفساد” (ريفاك)، التي ستمتد إلى غاية يوم الخميس فاتح نونبر 2018، على مسابقة رسمية للسيناريوهات، وأخرى للأفلام القصيرة، والثالثة للتقارير الصحفية (ريبورتاجات)، وإذ تم تخصيص جوائز لها التي ستنظر فيها لجنة دولية مكونة من سينمائيين ونقاد مناضلين في المجتمع المدني من بينهم الناقد السينمائي والصحفي المغربي أحمد بوغابة الذي قضى في السجن أزيد من عشر سنوات (10) خلال السبعينات والثمانينات المعروفة بسنوات الجمر.
