عرضت مسرحية “الرجل المتحلل”، مساء السبت بالرباط، في إطار الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمدارس العليا للفن الدرامي، والتي ترصد مختلف أنماط الانطوائية والفردانية.
ويحكي النص المسرحي، الذي يؤدي أدواره أناس بوزرغان وادريس ماتين، قصة شابين أحدهما بعيد عن المجتمع حيث كل شيء يبدو له في صالحه فيما الآخر يتحمل تقلبات حياة خطرة يعيشها لكنها مؤنسة للغاية.
وبما أن المعرفة الابداعية ، كما يقول أستاذ الفن الدرامي الروسي قسطنطين ستانسلافسكي، هي وحدها أساس نظام الممثل المسرحي التي تقود إلى الصدق، فقد نجح الطالبان في أداء دورهما في مسرحية “الرجل المتحلل”، التي تظهر كيف يمكن لأي فرد الهروب من سمة التعايش لتملك جزء من الحقيقة حول البشر وسلوكيات الانسان.
وحلق الممثلان المغربيان بأدئهما في هذه المسرحية، بجمهور متعدد الجنسيات حج إلى المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، نحو عالم تطغى عليه الفردانية كفلسفة حياة والأنانية والمصالح وحب الذات.
وعلى صعيد آخر، شهد ركح المسرح الوطني محمد الخامس عرض مسرحية أخرى بعنوان “لا تقتل حبيبتك”، أدى أطوارها طلبة جامعة الفنون بأوتريخت (هولندا) . والمسرحية عمل ساخر تعود أحداثه إلى حقبة العصور الوسطى حيث ينتقد السلوك الأناني أحيانا لمعلم اتجاه طلبته.
كما ساهم طلبة الاكاديمية المسرحية بروما بعرض مسرحي حول شخصية بينوكيو الشهيرة ، التي تسعى لتمرير رسالة مفادها أنه يمكن للفرد أن يتعايش مع عيوبه والمصالحة مع مثالبه بالرغم من أن عالم اليوم يدنو إلى نقد الفرد وتحقيره وإهانته.
وتشكل هذه التظاهرة الثقافية التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حتى الخامس دجنبر الحالي، بمبادرة من جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي وبشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، أرضية للقاء والتكوين والتبادل بين شباب شبه محترف وخريجي وأساتذة المدارس العليا للفن الدرامي، وملتقى للثقافات يتيح تبادلا ثقافيا وفنيا بين بلدان من مختلف أنحاء العالم.
وتتألف لجنة التحكيم، التي يترأسها الاستاذ الجامعي والناقد المسرحي مولاي أحمد بدري، من مديرة المعهد الوطني العالي للفن الدراميبباريس (فرنسا) كلير لاسن-داغكوي و رئيس قسم الاداء الدرامي بأكاديمية المسرح بميونيخ (ألمانيا) جوشن شولش ومدير المركز الجامعي الوطني المستقل بالمكسيك ماريو إيبينوسا والممثلة المسرحية وأستاذة التعليم الفني حسناء التمتاوي (المغرب).
ومن بين أهداف جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، التي تأسست عام 2007 من طرف خريجي وأساتذة المعهد العالي للمسرح الدرامي والتنشيط الثقافي، النهوض بالفعل الثقافي والفن الدرامي كوسيلة للتطور الشخصي والمجتمعي، وأيضا، النهوض بثقافة حقوق الانسان باستعمال تقنيات التنشيط الثقافي كآلية لتغيير العقليات .