قالت أيقونة السينما الفرنسية، آنييس فاردا، في لقاء مفتوح جمعها مع الجمهور يوم أمس الثلاثاء، في إطار فعاليات الدورة الـ17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن “كل صورة بالنسبة لي تشكل لغزا، ولا قيمة لها إذا لم تتم مشاهدتها “.
وأوضحت هذه المصورة الموهوبة والمخرجة والسيناريست، خلال هذا اللقاء المبرمج ضمن فقرة “محادثة مع”، التي نشطتها المخرجة المغربية نرجس النجار، أنها تعلمت بمفردها فن التصوير الفوتوغرافي أولا، ثم اتجهت بعدها إلى السينما، مؤكدة أن نظرة أولى قادرة على إحياء الصورة،” لأن هناك دائما ما تمثله وما تثيره الصورة”.
وأضافت السينمائية الفرنسية أن ” كل صورة تحتوي على معنى خفي لا نفهمه، وعلى إيحاءات صامتة. ويبدأ وجودها فقط عندما نتأملها بعمق”.
وأبرزت فاردا، التي لم تتوقف أبدا عن التلاعب بالصور، وتوظيفها في وصف الواقع طوال مسيرتها الفنية المتميزة، أنها ترفض دائما نظام التعليم داخل الفصول الدراسية، ونظام التنقيط الذي يصاحبه، “كنت مستقلة جدا، أردت أن أتعلم ولكني لم أكن أريد أن أكون طالبة، لم أكن أريد أن أجتاز الامتحانات، لم يكن لدي أكثر من شهادة البكالوريا، لكنني تعلمت الكثير، وكونت نفسي بنفسي”.
وتابعت أيقونة السينما الفرنسية التي تجاوزت الـ90 عاما، أن العمل يتيح التعلم، قائلة ” عندما أصبحت مصورة بدأت في النظر إلى الصور الفوتوغرافية وعندما أصبحت مخرجة بدأت أشاهد الأفلام”.
وسلطت فاردا الضوء على ثلاثة عناصر مهمة في أعمالها، وهي الإلهام والإبداع والمشاركة، “يجب على المرء دائما التفكير في كيفية وضع التصور الخاص بفيلم وفي الجمهور الذي سيشاهده”، مشيرة إلى أنها تحب إنجاز أفلام وثائقية في الغالب ليس فقط لأنها تمثل الشكل الحقيقي للواقع، وتجعل العادي جميلا، ولكن أيضا لأنها تتعلم شخصيا من تلك الأفلام.
وتم خلال هذا اللقاء، عرض مقتطفات من فيلمها القصير “المتمردة”، من إنتاح شركة “أرت”، حيث قامت بتصوير أصدقائها الفنانين، والغرباء الذين قابلتهم خلال أسفارها واللوحات التي تحبها و “بدون سقف ولا قواعد”، تحكي قصة فتاة صغيرة بدون مأوى، ع ثر عليها ميتة بسبب شدة البرد.
و لدت أنييس فاردا في 30 ماي سنة 1928 في إكسيل في بلجيكا، وهي مخرجة، وكاتبة سيناريو، وممثلة، ومصورة، وفنانة تشكيلية.
وتحظى أنييس فاردا، الشخصية البارزة في الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، والبارعة في عالم الموسيقى، باعتراف دولي كبير (جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، والسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وأوسكار الشرف، وغيرها).
ويعد فيلمها الأخير “وجوه وقرى”، الذي أخرجته بتعاون مع الفنان الشاب جون روني الملقب ب “جيه آر” والمرشح لجائزة الأوسكار 2018، دليلا جديدا على حرية وإبداع هذه الفنانة الاستثنائية.
أنييس فاردا هي أيضا مصورة. فقد كانت، في الخمسينيات، مصورة لمهرجان أفينيون، كما أنها مؤلفة تقارير في الصين وكوبا والبرتغال وألمانيا وعدة مجموعات من الصور الشخصية. وفي عام 2003، في بينالي البندقية للفنون، بدأت حياتها في “الفن البصري”، والفيديو والصور فوتوغرافية.
وتمثل فقرة “محادثة مع” تصورا جديدا للدورة الـ 17 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، للقاء أكبر أسماء السينما العالمية. ويتعلق الأمر فضلا عن أنييس فاردا، بكل من المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي، والأسطورة العالمية روبرت دي نيرو، والمخرج والروائي والمنتج المكسيكي غييرمو ديل تورو، والمخرج المصري يسري نصر الله، والمخرج الروماني كريستيان مونجيو، الحائز على السعفة الذهبية بـ”كان” عام 2007، إضافة إلى تييري فريمو، المندوب العام لمهرجان “كان” ومدير معهد “لوميير” بمدينة “ليون”.