التأكيد على أهمية تعاون المجتمع المدني والسلطات لتحسين ظروف المهاجرين

أكد مشاركون في ندوة نظمت أمس الخميس بالدار البيضاء ، على أهمية تضافر جهود المجتمع المدني والسلطات والهيئات الدولية من أجل تحسين ظروف حياة المهاجرين ببلدان الاستقبال، خاصة منهم المراهقين.

وأبرزوا خلال هذه الندوة ، التي نظمتها لجنة المناصفة والتنوع بالقناة الثانية (دوزيم) في موضوع “القاصرون المهاجرون في وضعية صعبة وإمكانية العمل من أجل الطفل” بمقر القناة الثانية، أن المغرب بدل جهودا مهمة من أجل المهاجرين، منها تبنيه سنة 2013 لسياسة مهمة في مجال الهجرة، ترتكز أساسا على تسوية وضعية المهاجرين وتمدرس الأطفال، إذ تمكن أزيد من خمسين ألف مهاجر من تسوية وضعيتهم، وحوالي سبعة آلاف و500 طفل مهاجر التحقوا بمدارسهم .

وشددت الخبيرة الدولية في مجال حقوق الطفل ورئيسة جمعية بيتي نجاة مجيد، على أهمية دعم المجتمع المدني، الذي يضطلع بدور هام في مجال حماية الأطفال المهاجرين، خاصة من قبل السلطات، حتى يؤدي دوره المنوط به وتكون مواكبته مستدامة لهذه الفئة من المهاجرين.

وأكدت على المصلحة الفضلى للأطفال الذين يعانون قساوة الهجرة، مؤكدة في هذا الصدد أنه يتعين على كافة فعاليات المجتمع المدني الاشتغال معا في إطار شبكة للمجتمع المدني المهتم بهذا المجال، من أجل خدمة هؤلاء الأطفال بعيدا عن أي تمييز، لأن المغرب لا يعرف هجرة الأطفال المنحدرين من القارة الإفريقية فحسب، بل يستقبل أطفالا من العراق وسوريا أيضا.

ومن أجل مواجهة الآثار السلبية للهجرة، قالت مجيد إنه يجب تضافر جهود كافة المتدخلين في مجال الهجرة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضا على الصعيد الدولي، من خلال إشراك بلدان الجوار ومنظمات دولية من أجل وضع استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار المصلحة الفضلى للطفل في وضعية هجرة.

ومن جهته، نوه نائب ممثل منظمة اليونيسف بالمغرب، بهزاد النوبري، بالمبادرة المغربية “هجرة وحماية” التي أطلقها المغرب، وهي نتيجة شراكة ما بين الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة والاتحاد الأوروبي واليونيسيف، مضيفا أن هذه المبادرة تهدف إلى ولوج الأطفال المهاجرين بالمغرب إلى الخدمات الصحية والتمدرس والتعليم غير النظامي.

وعبر النوبري عن أمله في أن يتم تعميم مبادرة “هجرة وحماية” حتى تشمل كافة مناطق المملكة، مبرزا في هذا السياق أهمية دور المجتمع في توسيع نطاق هذه المبادرة .

ومن جانبه، وقف رئيس جمعية (كيريكو) لحماية القاصرين المهاجرين ، مونتاغا ديوب ، عند بعض التحديات والعقبات التي تواجهها الجمعيات على أرض الواقع، مشددا على أهمية عمل المجتمع المدني الذي له دور هام في مجال حماية القاصرين المهاجرين.

وأضاف أن جمعية (كيريكو) تعمل على تزويد هذه الفئة من المهاجرين بالتكوين اللائق حتى يتمكنوا من الاندماج في المجتمع المغربي، أو يمكنه من الاندماج في سوق الشغل فيما اختار العودة إلى بلاده، أما الأطفال من أمهات عازبات مهاجرات، فيتم استقبالهم بدور الحضانة المغربية حتى يسهل اندماجهم في المجتمع.

ومن جهة أخرى، أشارت رئيسة اللجنة، خديجة بوجانوي أن اختيار حقوق المهاجرين موضوعا لهذه الندوة ، التي تندرج في إطار الندوات – مناقشة المنظمة مرة كل ثلاثة أشهر ، يأتي بعد مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء على الميثاق العالمي حول الهجرة، وتماشيا مع التوجهات الإستراتيجية للمملكة التي اعتمدت سنة 2013 سياسة مهمة حول الهجرة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد صادقت أمس الأربعاء بنيويورك (الامم المتحدة) بأغلبية كبيرة على “الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة” الذي يعد ، حسب الامم المتحدة، أول اتفاق يتم التفاوض عليه بين الحكومات لتغطية جميع أبعاد الهجرة الدولية بطريقة شاملة ومستفيضة.

وأيد 152 بلدا الميثاق، خلال عملية التصويت التي جرت في جلسة عامة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما امتنعت 12 دولة عن التصويت على نص الميثاق وعارضته خمسة بلدان.

وتأتي مصادقة الجمعية العامة على هذه الوثيقة الهامة بعدما تم اعتمادها رسميا بأغلبية كبيرة في مؤتمر الامم المتحدة الحكومي الذي احتضنته مدينة مراكش يومي 10 و11 دجنبر الجاري.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة