بن كيران يتسبب في قربلة بمجلس النواب

شهد مجلس النواب، في جلسة عمومية، أول أمس الأربعاء، على هامش مناقشة والتصويت على مشروع القانون رقم 85.18 الذي يغير بموجبه القانون رقم 18.97 المتعلق بالسلفات الصغيرة، والذي صودق عليه بالإجماع، مشاداة كلامية بين رئيسي ونواب فريقي الأصالة والمعاصر والعدالة والتنمية، بسبب مداخلة سابقة لعبد الإله بن كيران، حين كان برلمانيا معارضا في مجلس النواب.
واستفزت مداخلة للنائبة البرلمانية، مريم أوحساة، عن فريق الأصالة والمعاصرة، حين ذكرت بموقف حزب العدالة والتنمية من القروض الصغرى، حين كان في المعارضة، ويعارض الربا، وموقفه منها اليوم وهو يقود الحكومة، استفزت فريق العدالة والتنمية، حيث انتفض رئيس الفريق، إدريس الأزمي، وبأسلوب بعيد عن الحوار وقال “اديوها في شغالكم”، ما جعل عدي بوعرفة يرد عليه أن “شغلنا هو مراقبة الحكومة”.
وقالت النائبة البرلمانية عن الأصالة والمعاصرة، في مداخلتها “اليوم نحقق تقدما كبيرا في تجاوز هذا الإشكال، ولم نعد نسمع كثيرا بتلك الدعوات والاتهامات، وبالتالي لم نعد نرى أي اعتراض على ما كان يعد ذا طابع (ربوي) لهذه الصيغة من القروض”.
وأضافت “لذلك، نتساءل اليوم، ألم يعد من حق المواطن الفقير أن يختار الصيغة التي يؤمن بها؟ ألم يعد ذلك بطشا وقهرا حكوميا بالمواطن والمجتمع واستهتارا بمبادئه وقناعاته؟ فما الذي تغير؟ فالمواطن لا زال هو المواطن نفسه والمجتمع لا زال هو المجتمع نفسه، هو نفسه الذي كان يرفض في معظمه التعامل بالربا ولازال، فما الذي تغير؟”.
وتابعت “أعتقد أن التغيير الوحيد هو أن من كان يطالب بذلك في وقت من الأوقات، كان يجلس في هذه القاعة مقتعدا كرسي المعارضة، واليوم أمسى متربعا على كرسي الحكومة، هذا هو التغيير الوحيد”.
وأضافت “وبطبيعة الحال، تغيير هذه المقاعد مطلوب وضروري في أي ديمقراطية، لكن الذي لا يتوافق مع الديمقراطية هو المزايدات الدينية والشعبوية وتغيير المواقف والقناعات تبعا للمواقع”.
وتابعت “لا يسعنا إلا أن نذكر، والذكرى كما تعلمون تنفع المؤمنين، أنه في يوم من الأيام تحت هذه القبة، اقترح أحد الفرق النيابية، كان حينها في المعارضة، حلا معقولا ومنطقيا لمعضلة الفوائد في نظام السلفات الصغيرة، وبالتحديد جاء ذلك الاقتراح المهم على لسان نائب أصبح فيما بعد رئيسا للحكومة السابقة، مفاده أن يتم إعفاء كافة المستفيدين من السلفات الصغيرة من الفوائد المترتبة عليهم وأن تتولى الدولة، من الميزانية العامة، تحمل مجموع هذه الفوائد، كإجراء تضامني ملموس للقضاء على الفقر ولتحقيق العدالة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية”.
هذه المداخلة جعلت الأزمي يهاجم نواب الأصالة والمعاصرة، ويقول لهم “اديوها في اشعالكم”، لتنطلق حمى الرد والرد المضاد.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة