تتجه الأنظار إلى ما سيعلنه الرئيس الجزائري بوتفليقة حول موقفه من الترشح لولاية خامسة. ورغم أنه لم يترشح رسميا بعد، فإن المراقبين يرون أن ذلك بات مسألة وقت خصوصا بعد إعلان أحزاب التحالف الرئاسي رسميا تمسكها به مرشحا لها.
بعد يوم من إعلان أحزاب التحالف الرئاسي رسميا ترشحه لولاية خامسة، قالت صحيفة الشروق الجزائرية، في مقال افتتاحي على صدر صفحتها الأولى اليوم الأحد (الثالث من فبراير 2019) إن “بوتفليقة رجل الإجماع”. ليس هذا فحسب بل مضت الصحيفة “باعتباره رجل الإصلاحات ولاستكمال مسيرة التنمية” أعلنت هذه الأحزاب رسميا ترشيحه “لرئاسيات 2019”.
بيد أن بوتفليقة لايزال يلتزم الصمت ولم يعلن إلى الآن قراره بالترشح من عدمه. وتنتهي مهلة تقديم الترشيحات منتصف ليل 3 مارس. إلا أن أحمد أويحيى، رئيس الحكومة الجزائرية، الذي كان ينظر إليه كأحد المرشحين في حال أحجم بوتفليقة عن الدخول في السابق الرئاسي، “لا يشك” بخصوص ترشح الرئيس المريض.
ويرى أويحيى أن مرض بوتفليقة ليس “مانعا لترشحه (…). فقد أصيب في أبريل 2013 وترشح وفاز في أبريل 2014 بحالته الصحية الحالية”. وتابع “من تحصيل الحاصل أن بوتفليقة لن يقوم بالحملة الانتخابية كما في 2014″، بسبب حالته الصحية. لكنه أكد أنه “لا يحتاج إلى ذلك لأن الشعب أصبح يعرفه”.
ويشار إلى أن بوتفليقة، الذي يحكم الجزائر منذ عام 1999 يستخدم كرسيا متحركا للتنقل. ونادرا ما شوهد علناً منذ تعرضه لجلطة في الدماغ عام 2013.
لكن هل بوتفليقة “رجل الإجماع” فعلا؟ المعارضة لها رأي آخر. إذ أعلن حزب “التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية” المعارض مقاطعته للانتخابات الرئاسية، مؤكدا أنه “يرفض تعيينا آخر لرئيس الدولة”. ووصف المتحدث باسم الحزب النائب ياسين عيسوان الانتخابات المرتقبة بـ “التهريج” الذي “نرفض أن نشارك فيه”.
كما دعت “جبهة القوى الاشتراكية”، أعرق أحزاب المعارضة في الجزائر، إلى “مقاطعة فعلية مكثّفة وسلمية” لعمليات الاقتراع لأن “شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة وشفافة (…) ليست متوفرة”. في المقابل قررت المعارضة الإسلامية، ممثلة بأبرز أحزابها “حركة مجتمع السلم”، المشاركة في الانتخابات، وترشيح رئيسها عبد الرزاق مقري.
وكان اللواء المتقاعد علي غديري (64 سنة) أوّل من أعلن ترشّحه بعد تحديد تاريخ الانتخابات. وأبدى رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس نيته الترشح لكنه ينتظر القرار النهائي لحزبه “طلائع الحريات”. وكان بن فليس المنافس الأبرز لبوتفليقة في انتخابات 2004 (6,4 بالمئة من الأصوات)، وفي 2014 (حصل على 12,3 بالمئة).
ويشار إلى أن أحزاب التحالف الرئاسي بالجزائر كانت قد رشحت رسميا يوم أمس السبت بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل. جاء ذلك في بيان صدر بعد اجتماع قادة أربعة تشكيلات سياسية تشكل ما بات يعرف بالتحالف الرئاسي.