تساءل مهتمون حول الأسباب التي دعت مجموعة من الاتحاديين إلى شن حملة، وصفت بـ”المسعورة” ضد الاتحادي حسن طارق، الذي عينه الملك محمد السادس سفيرا للمغرب بتونس، حيث انطلقت تدوينات ساخرة، وأخرى منتقدة لهذا التعيين، على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك).
ولم يستبعد المهتمون أن يكون وراء هذه الحملة، التي قالوا إنها “ممنهجة”، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني للحزب، ورئيس مجلس النواب، خاصة أن من بين الذين هاجموا حسن طارق، عبد الله الصباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، والذي يعمل أيضا، ضمن فريق الحبيب المالكي بمجلس النواب.
وفي إشارة ضمنية إلى حسن طارق، الذي أخذ مسافة من الاتحاد الاشتراكي، منذ صعود إدريس لشكر كاتبا أولا للحزب، كتب صباري، على حسابه في الفيسبوك: “يتمركس بعض الأيام … يتمسلم بعض الايام”، و “ويصاحب كل الحكام.. و16 ملة…. على نغمات الشيخ طابت ليلتكم معشر الأصدقاء”، مصحوبا برابط لأغنية للشاعر أحمد فؤاد نجم وغناء الشيخ إمام “حلاويلا يا حلاويلا”، ليلمح أن طارق أصبح سفيرا بفضل حزب العدالة والتنمية، الذي أصبح من المقربين منه، لعلاقته الوطيدة بكل من القيادي عبد العالي حامي الدين، وتوفيق بوعشرين، حيث شكل الثلاثي جبهة للدفاع عن البيجيدي، خاصة أمينه العام السابق عبد الإله بن كيران.
ولم يستبعد المهتمون أن يكون تسخير لشكر للصيباري لتصفية حسابات الكاتب الأول مع خصومه، دون أن يكون طرفا مباشرا، فيما يرجح دخول المالكي على خط الهجمة راجع لكونه يفضل أن لا يعين اتحاديا سفيرا، على الأقل في الوقت الراهن، ليخلو له المكان لتبوأ مهمة سامية، خاصة أن عودته لرئاسة مجلس النواب شبه صعبة، إن لم نقل مستحيلة، خاصة أن الاتحاد الاشتراكي لا يتوفر سوى على فريق في البرلمان بالكاد، وأن العدالة والتنمية لن يصوتوا له، وسيتعرى إذا لم يصوت له من وضعه على رأس المجلس الأصالة والمعاصرة، لتبعثر أوراق التحالف السابق، الذي تشكل بعد تعيين بن كيران، رئيسا من جديد للحكومة، قبل إعفائه، وتعيين سعد الدين العثماني، بعد بلوكاج سياسي دام أسابيع.
وفي مقابل هجوم اتحاديين على حسن طارق، الذي سبق أن تولى مهمة كاتب عام للشبيبة الاتحادية، كان للاتحادي سفيان خيرات، الذي رافق طارق في القطاع الطلابي والشبيبة، متزنا، وكتب “الحقد لا يولد أي نتيجة، حسن طارق أهل لهذه المهمة”، مضيفا “المرجو من شباب الاتحاد أن يدافعوا على مشروعهم بعيدا عن الذاتيات”.