طرح غياب الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، عن المشهد السياسي المغربي ومن منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات عديدة حول اختفائه عن الأنظار وعن الشأن السياسي بالبلد.
غاب حميد شباط ” السيكليس” الذي كان يقود حزب الاستقلال عن أنظار المهتمين بالشأن السياسي المغربي، بعد أن كان دائم الحضور والخروج بقفشاته، وكذلك هجوماته ضد خصومه السياسيين والتي كانت تشكل ظاهرة سياسية، فقد سبق وأن هاجم الزعيم الاشتراكي الراحل، المهدي بنبركة، واتهم رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران بالتعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية والموساد.. أمثلة عديدة جعلت من حميد شباط حالة متفردة في الساحة السياسية.
يذكر أن أبرز الغيابات لحميد شباط، والتي لفتت انتباه المتابعين هي غيباب رئيس حزب الميزان عن الجلسة الشهرية بمجلس النواب، المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة آنذاك، عبد الإله بنكيران، إذ أن شباط كان شديد الحرص على حضور مثل هذه الجلسات ليرد على غريمه السابق لحزب العدالة والتنمية.
وحسب بعض المحللين السياسيين، فإن شباط لعب ضد تيار المعارضة التي يقودها حزب الأصالة والمعاصرة، حيث بدأت الجهات النافذة تترصد أخطاءه إلى أن تحقق لها سعيها عندما صرح شباط في فترة مفاوضات تشكيل حكومة بنكيران التي فشل فيها فيما بعد، بأن موريتانيا أرض مغربية في سياق سرد تاريخي لا غير، ليتم استبعاد الرجل من فرص دخول الحكومة ،لا وبل أصبح شخصية سياسية ممقوتة تجلب المشاكل والأزمات للبلاد.
ومع توالي المحطات السياسية بالبلاد ازداد ”انتقام الحزب والدولة“ من حميد شباط وتم قتله سياسيا، في حين امتد هذا الانتقام إلى داخل فروع الحزب حيث انقلب عليه أنصاره وتم خلعه من زعامة نقابة ”الاتحاد العام للشغالين بالمغرب“، وهو الذراع النقابي لحزب الاستقلال والأقوى على مستوى الأحزاب، إلى أن أضحى في يومنا هذا بعيدا عن المشهد السياسي المغربي.
يضاف إلى ذلك، أن غياب شباط عن مجموعات من اللقاءات والجلسات البرلمانية ينسجم مع القررات التفوضية من بعض صلاحياته إلى لجنة ثلاثية، حيث فضل حميد التواري عن الأنظار،حيث غاب عن الحزب وعن البرلمان.
يذكر أن غياب شباط عن الأنظار خلف وراءه عدة تأويلات وافتراضات من بينها أنه كان يمر بأزمة صحية، ومصادر أخرى تقول إنه غادر أرض الوطن.
بيد أن أغلب الآراء المتداولة حول غياب حميد شباط عن الساحة السياسية المغربية، يرجعها بعد المحللين والمهتمين إلى الغضبة الملكية بمدينة فاس، حيث حضر شباط في جلسة برلمانية وغاب عن النشاط الملكي.
وأفادت بعد المعطيات نشرتها إحدى الصحف أن شباط قرر الاستقرار ووضع ملف حصوله على الجنسية التركية، فيما قرر أحد أبنائه التوجه نحو ألمانيا كمستثمر بها.