بين حنان رحاب وخديجة الرياضي اليسار لا يعني الحقد على الوطن

تعرضت حنان رحاب، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لهجوم غير مفهوم، لا لشيء سوى لأنها حضرت أشغال “ندوة” حول “حرية الصحافة بالمغرب” الجمعة 15 فبراير، والتي كانت مفتوحة في وجه العموم، هذا الحضور الذي أربك حسابات منظميها، والمشرفين عليها، وجميعهم من المعادين للمغاربة والمغرب، ووحدته الترابية، ومن المقربين من الحكم العسكري الجزائري، وصنيعته البوليساريو، كما أزعج المتدخلين فيها، وجلهم للأسف يحملون الجنسية المغربية، حتى لا نقول مغاربة، والذين كانوا يرغبون في تمرير رسائلهم، دون أن يكون هناك من يواجههم بالفكرة والحجة والنقاش الصريح.
وبدل أن يتساءل المهاجمون عن دواعي تنظيم “ندوة” حول “حرية الصحافة في المغرب”، وهو شأن مغربي، في فرنسا، ومن طرف هيئة لا علاقة لها بالمغرب، وعن سبب تحوير موضوعها من “حرية الصحافة” إلى الدفاع عن توفيق بوعشرين، المتهم في قضايا جنسية، وعن المغزى من استقدام عناصر من البوليساريو، وتجييش عدد من الداعمين لأطروحته والمتبنين لها، في قلب العاصمة الباريسية، والغاية من مهاجمة خديجة الرياضي للمغرب، ووحدته بحرصها على ترديد الصحراء الغربية في أكثر من مرة، انصب الهجوم على حنان رحاب.
وفي ردها على التهجم الذي تعرضت له، أكدت حنان رحاب أنها لم تكن تعلم بان المشاركة في “ندوة عمومية”، تهمة تتطلب تقديم مرافعات لتبريرها، وبأن دعوتها منظمي الندوة باحترام الآخر، وعدم الحط منهم باعتماد مصطلحات تدين أصحابها أكثر من غيرهم، هي جريمة، وبأن التدخل للتعبير عن الرأي الذي هو حق كوني، هو إساءة وحق مسموح به للبعض ومصادر من البعض الآخر.
رحاب التي حضرت الندوة بدعوة من زميل لها في الحزب، والتي أرادت أن تتابع أطوارها، خاصة وأن الأمر يتعلق بمجال اشتغالها، وهي العضوة في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وعضو لجنة الدفاع عن ضحايا توفيق بوعشرين، مما شكل دافعا لها لكي تتابع ما سيتم تداوله، وجدت نفسها في مواجهة إعصار من التهم والإساءات المختلفة خلال الندوة وبعدها، بعد أن شنّ عليها البعض حربا ضروسا، لشيطنة تواجدها وإلباسها لبوسا مؤامراتيا، وتبرئة خديجة الرياضي ومن معها، من الذين تكالبوا على الوطن، الذين ينتفعون بخيراته، ويستفيدون من أجورهم وعلاواتهم، عن عمل لا يؤدونه، ويشهرون ورقة حرية الرأي والتعبير في وجهه من أجل مزيد من الطعن في جسده، مفضلين الارتماء في حضن الأعداء عوض نصرة الوطن.
إن بالمغرب مناضلين يساريين وحقوقيين، أكثر راديكالية من خديجة الرياضي، ومن المعطي مونجيب، الذي “قطر به السقف”، لكن لا يتساهلون في القضية الوطنية، ينتقدون من داخل الوطن، يسجلون السلبيات كما الإيجابيات، بتوازن، ولا يحقدون على الوطن، ويرتمون في أحضان العسكر الجزائري، وصنيعته البوليساريو، لا لشيء سوى لحقد أعمى على الوطن والمواطن.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة