حين اندلعت حرب المعلومة حول نسف نشاط مغربي خالص كان ينظم بباريس حول سؤال مغربي خالص، تحت يافطة فرع جمعية مغربية لها فرع بباريس، لم تتضح الصورة بشكل جلي، التضامن الالي مع من يدعي الهجوم عليه في نشاط ينظمه مفهوم، وأن يتغذى من هذا التضامن من اصطفاف مسبق تتحكم فيه نظرية المؤامرة مفهوم أيضا، ومع ذلك ظلت الصورة غير واضحة.
ولأن الطرف الذي ادعى المظلومية، كان يعرف حقيقة تحركه، فقد وثق بشكل موجه لروايته، وأظهر ما حدث في القاعة المذكورة تعبيرا على مقاس الشعارات المعروفة من قبيل «بلطجية ينسفون نشاطا فكريا»، لكن سرعان ما بدأت الشكوك تتسلل: فأن تقوم خديجة الرياضي الناشطة الحقوقية بتنشيط ندوة حول حرية الصحافة بالمغرب، في توقيت لا وجود فيه لا لمناسبة وطنية ولا دولية حول حرية الصحافة، ولا وجود لأزمة جلية في حرية التعبير بالمغرب، يشوش، ويضع مبدأ التضامن الالي معها في دائرة الريبة.
ومع مرور الوقت اتضح أن في القضية كثر من إن. ساعات بعد جدل النسف والنسف المضاد، سيحتفل الطرف المعني بالندوة بوثيقة كان يعرف توقيت صدورها، وبدأ تعميمها من المنصات المعتادة لتمرير خطابها، بعناوين من قبيل «الأمم المتحدة تطالب المغرب بإطلاق سراح توفيق بوعشرين وتعويضه» وغيرها من العناوين المحتفلة بانتصار أممي لا يشق له غبار.
بعد سويعات ستتضح حقيقة المقلب الاعلامي الذي سوق للمغاربة، وتكفل المستشار القانوني للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف، بتوضيح الواضحات لأن الأمر يتعلق بابتزاز واضح للمغرب، وأن أن الأمر يتعلق برأي صادر عن «فريق العمل حول الاعتقال التعسفي»، التابع للأمم المتحدة “GTDA”، وليس عن الأمم المتحدة نفسها وهو رأي أكد بخصوصه المستشار القانوني للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف أنه ليس من صلاحيات فريق العمل مراقبة مدى التزام الدول باحترام المساطر القانونية، موضحا بكون تقارير الفريق ذات طابع استشاري وليست البتة ملزمة، مستطردا بان فريق العمل ليس طرف معاهدة، فليس من اختصاصه وبأي حال أن يقيم وبشكل رسمي مدى احترام الدول لتعهداتها الدولية المصادق عليها في اتفاقيات ومعاهدات دولية، حيث تبقى آراء وملاحظات الفريق غير ملزمة.
ملخص الحكاية من دون تفاصيل، هو أن هذا الفريق سبق وتعرض للفضح من قبل عدد من الدول، لأنه تحول لمكتب بيع الضغط على الجهات التي تريد ابتزاز الدول، وفي جنيف يعرف المطلعون على اشتغال هذه اللجنة علاقتها المنتقاة مع كل رموز التمرد على الأنظمة، والدول والتنظيمات التي تشتري هذه الاستشارات.
هنا بدأت الصورة تتضح أكثر. خديجة الرياضي ، المعطي منجيب، حشد من المبتزين الذين غادروا بلدهم لمهاجمته من الخارج، وجوه معروفة في صف الانفصاليين ، وعدد غير يسير من الأفارقة يحضرون ندوة حول حرية الصحافة للحديث فقط عن قضية بوعشرين، وفي سويعات قليلة تصدر الاستشارة المذكورة في توقيت مدروس لخطة محبوكة مسبقا، تلخصها عبارة يرددها رموز هذه الندوة: التهديد بتدويل كل قضية يعتنقونها.
معركة ندوة باريس وبوعشرين تتوضح .. توقيت الندوة يفضح صناعة الاستشارة الأممية المزعومة
