“الأمن الغذائي والتحولات البنوية للاقتصادات الإفريقية” محور ندوة بباماكو

نظم مركز الأبحاث والدراسات من أجل جنوب جديد “Policy Center for the New South” يوم الأربعاء 20 فبراير 2019، لقاء مفتوحا لمناقشة إشكالية الأمن الغذائي للساكنة الإفريقية وسبل إعادة هيكلة القطاع الفلاحي،حيث تمت مناقشة الحلول الكفيلة بالنهوض بالقطاع الفلاحي وجعله ركيزة أساسية للاقتصاديات الإفريقية، وتمكينه من بلوغ مستويات إنتاج كافية لتحقيق الأمن الغذائي للساكنة، وكذلك تحقيق نسب نمو فلاحية عالية وتوفير فرص الشغل.

وركز المتدى على معالجة عميقة للإشكالات المتعلقة بالاستجابة للحاجيات الغذائية للساكنة الإفريقية، ونجاح الثورة الخضراء بالقارة، وعرف اللقاء مشاركة خبراء ومختصين أفارقة في المجال الفلاحي والأمن الغذائي، من بينهم البروفيسور محمد رشيد الدكالي نائب عميد القطب الإنساني بجامعة البوليتكنيك محمد الخامس ببن جرير، والسيد كابيني كومارا، الوزير الأول السابق بغينيا والمندوب السامي لمنظمة تثمين نهر السنغال.

وأشارت فاطمة الزهراء منكوب باحثة في الاقتصاد الفلاحي بمركز الدراسات “Policy Center for the New South”، إلى ان القارة الإفريقية تزخر بمؤهلات طبيعية وبشرية هائلة، حيث تتوفر القارة على نحو 60 بالمائة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، والتي لا يتم استغلالها، كما تتوفر على ثروة مائية ضخمة من وديان وأنهار وبحيرات، إضافة إلى المؤهلات البشرية المتمثلة في نسبة نمو ديمغرافي كبيرة تمكن من تزويد سوق الشغل باستمرار بيد عاملة شابة قادرة على خلق قيمة مضافة.

وأردفت نفس المتحدثة على أن جل الدول الإفريقية تعاني من مشاكل على مستوى القطاع الفلاحي والغذائي، وفي الحقيقة المؤهلات الطبيعية والبشرية غير كافية لوحدها لتحقيق الأمن الغذائي للساكنة، ولتجاوز هذه الإشكاليات يجب أن يتجند الجميع، من قطاع خاص وحكومات من أجل تدبير أمثل لهذه الموارد، ونحن كباحثين وخبراء دورنا هو تحليل هذه الوضعية، والخروج بحلول وسطى نقدمها للمسؤولين والمشتغلين في القطاع، للنهوض بالقطاع الفلاحي.

وشددت فاطمة الزهراء منكوب، على أن القطاع الخاص يمكنه النهوض بالقطاع الفلاحي في القارة الإفريقية، لكونه يمتلك الإمكانيات، ويمكنه أخذ المبادرة واستثمار معارفه وتقاسم تجربته مع الحكومات الإفريقية للنهوض بهذا القطاع الحيوي، ويمكن استثمار إمكانيات القطاع الخاص في بعض المجالات مثل استخدام طرق السقي الحديثة، واستخدام الأسمدة في الزراعة، ومجال البذور المختارة، كما يمكن للقطاع الخاص المساهمة في تشييد شبكة للطرق السيارة، حيث تسمح الطرق السيارة بنقل المنتجات والمواد الغذائية والفلاحية بفعالية، فهذه المواد تحتاج للنقل السريع لتجنب تلفها وفقدان جودتها، وبالتالي فالشراكة الإفريقية-الإفريقية في إطار التعاون جنوب-جنوب مدخل أساسي للنهوض بالمجال الفلاحي والغذائي.

من جهتها ذكرت المتحدثة،على أن بعض الدول الإفريقية لا يمكنها استثمار مبالغ مالية ضخمة لهيكلة القطاع الفلاحي، وعليه فإن الاستثمارات الخارجية التي تقوم بها دول كبرى، يمكنها أن تمثل مصدرا لتمويل هذا الورش الحيوي من جهة، ومن جهة أخرى هذه الاستثمارات تتيح إمكانيات أخرى كجلب الآليات والتقنيات الحديثة والمتطورة، وتدريب وتكوين اليد العاملة المحلية في الميدان الفلاحي.

وفي الأخير ،أكدت مكنوب، على أن منتدى بماكو لهذه السنة اهتم بمشاكل الهجرة والعلاقات الأوربية-الإفريقية، بمشاركة مختصين وخبراء وباحثين من دول إفريقيا وأوروبا، وذلك لمناقشة التحديات التي تواجهها القارتين في مجال الأمن العام للساكنة، وعلى هامش هذا المنتدى نظم مركز الأبحاث والدراسات من أجل جنوب جديد “Policy Center for the New South” يوم الأربعاء 20 فبراير 2019، لقاء مفتوحا لمناقشة إشكالية الأمن الغذائي للساكنة الإفريقية وسبل إعادة هيكلة القطاع الفلاحي، وفي هذا السياق ناقشنا بعض الحلول الكفيلة بالنهوض بالقطاع الفلاحي وجعله ركيزة أساسية للاقتصاديات الإفريقية، وتمكينه من بلوغ مستويات إنتاج كافية لتحقيق الأمن الغذائي للساكنة، وكذلك تحقيق نسب نمو فلاحية عالية وتوفير فرص الشغل.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة