عقدت مدينة الدار البيضاء،يوم ( الثلاثاء) 26 فبراير 2019 ،الدورة الأولى للقاءات التراث، التي نظمتها شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتراث تحت عنوان ” تراث جهة الدار البيضاءـ سطات.. ثروة ينبغي التعريف بها”.
وأوضح مدير الشركة أحمد توفيق الناصري، في كلمة له خلال افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، أن هذه الدورة تأتي في سياق لقاءات شهرية موضوعاتية تنظمها (الدار البيضاء للتراث) ضمن جهودها من أجل حماية وتثمين التراث، والترويج للصناعات الثقافية والإبداعية التي تزخر بها جهة الدار البيضاء – سطات، وذلك في إطار خطة عمل الشركة ورؤيتها الجديدة للقضايا ذات الصلة بتراث الجهة ومخزونها الثقافي اللامادي.
وأضاف أن هذه اللقاءات الموضوعاتية تهدف إلى التحسيس بأهمية التراث الثقافي وتثمينه وإبراز قيمته، فضلا عن تمكين جميع المتدخلين من الأدوات التي ستساهم في صيانته من خلال ضبطه ورقمنته والتعريف به.
وأبرز الناصري أن الشركة وضعت في الشهور القليلة الماضية برنامج عمل متكامل بهدف تثمين هذا التراث الثقافي، مبرزا أنه يتضمن ثلاثة محاور أساسية تتمثل في معرفة هذا التراث من خلال جرده وتوثيقه، والتعريف به محليا ودوليا، وجعله رافدا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
و أكد محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال أن جهة الدار البيضاء – سطات تختزن بين أحيائها ودروبها ومصانعها عادات وتقاليد وأعراف تعبر عن ماض عريق، وتاريخ أصيل، وتلاقح كبير، مشيرا إلى أهمية التعريف بهذا المخزون التراثي، ومشددا على ضرورة تكتثيف الجهود لإبراز المكونات الإبداعية للتراث المادي واللامادي بهذه الجهة. وبما أن “هذه الحاضرة – يضيف الوزير -تعرف حركية كبيرة، مقارنة مع باقي حواضر المملكة، وتشهد تغيرات نلمسها باستمرار فإن مبادرة المسؤولين والمنتخبين، إلى جرد وتوثيق تراثها اللامادي هي مبادرة تستحق التنويه والدعم اللامشروط لإنجاحها وإبراز قيمتها، والتعريف بمضامينها ومردوديتها محليا وجهويا ووطنيا”.
واعتبر رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء عبد العزيز العماري أن نجاح عملية جرد وتوثيق تراث الجهة يتوقف على تثمين هذا التراث الثقافي وإعطائه القيمة التي يستحقها، منوها إلى أن هذا لن يتأتى إلا بتظافر قوى كافة المتدخلين.
وأضاف أنه بعد التثمين يأتي دور التوعية والتحسيس من خلال المؤسسات التربوية، لتربية الناشئة على حمل هذه الخصائص الحضارية وتناقلها من جيل إلى جيل، في إطار مقاربة تشاركية دامجة لكل المتدخلين والفاعلين على مستوى الجهة.
وبهذه المناسبة، وقعت شركة التنمية المحلية (الدار البيضاء للتراث) والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث على اتفاقية تنص على قيام المعهد بعملية جرد للتراث اللامادي الذي تزخر به مدينة الدار البيضاء.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إحداث شركة التنمية المحلية الدار البيضاء للتراث في أبريل 2015 من أجل وضع خطة لحماية التراث والحفاظ عليه، وتعزيزه بتنسيق مع كل الفاعلين والمهتمين، وكذا إجراء دراسات وتشجيع البحث العلمي في مجال الحفاظ على التراث، والقيام بجرد شامل للتراث الثقافي للجهة، إلى جانب تعزيز نشر المعرفة المتعلقة بالصناعات الإبداعية ووضع استراتيجيات لدعم وتسجيل الدار البيضاء الكبرى ضمن قوائم اليونيسكو (التراث العالمي-المدن المبدعة، التراث اللامادي).
