اليونيسيف تكشف عن نتائج دراسة حول الأطفال والشباب ومكانتهم في المشهد الإعلامي بالمغرب

نظمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، المعروفة اختصاراً ب(UNICEF)، صباح يوم (الخميس) 28 فبراير ندوةً صحافية بالدار البيضاء، حول موضوع “الأطفال والشباب ومكانتهم في المشهد الإعلامي”، مرفوقةً بدراسة بخصوص الموضوع، وذلك بحضور ممثلي “اليونيسيف” وإعلاميين مغاربة.

وقدم مروان حرماش، الخبير المشرف على الدراسة، ورقة تعريفية حول الموضوع، شملت استطلاعا للرأي شارك فيه أزيد من 600 شخص، تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 سنة، وبيّنت الدراسة أن هناك شُح في الدور التأطيري والتعليمي الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام بالمغرب، حيث يتم تخصيص ساعتين فقط في اليوم ضمن شبكة برامج الإعلام المغربي.

وأشارت الدراسة إلى أن هذا المضمون اليومي تطبعه برامج ترفيهية بنسبة 31 بالمائة، مقابل ضُعف كبير في البرامج الثقافية والتربوية. وأوضحت الدراسة أن هذه البرامج الترفيهية تكون عادة عبارة عن رسوم متحركة، في حين أن الأفلام الوثائقية والبرامج الخاصة بالمسرح لا تحظى بحيز زمني كبير ضمن شبكة البرامج.

ولفت اليونيسيف أن هناك غيابا لصحافة متخصصة في الطفولة من شأنها أن تسمح للطفل بأن يكون مركز المضامين التي تنشرها، سواء تعلق الأمر بمضامين تربوية وتثقيفية أو نفسية وترفيهية، كما لاحظت الدراسة أن وسائل الإعلام المكتوبة لا تهدف إلى تثقيف قراء الغد ومساعدتهم كي يصبحوا مستقلين، وهو ما ينعكس من خلال النقص القائم في المقالات الخاصة بالأطفال ضمن مضامين وسائل الإعلام المكتوبة.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن الصحف المكتوبة باللغة العربية تصدر مضامين أكثر حول موضوع الطفولة من الصحف الناقطة باللغة الفرنسية، بثلاث مرات، كما أكدت دراسة أن الإعلام المغربي يلبي جزئياً احتياجات الأطفال والشباب من حيث التدريب والتعلم،وعكست هذه الملاحظات آراء الجمهور الشاب، الذي تم استجوابه.

وكشفت الدراسة أن الصحافيين الذين يشتغلون على موضوع الطفولة ليست لهم دراية ”كافية” بحقوق الطفل، خصوصا الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة. وأشارت الدراسة إلى أن أقل من 50 بالمائة من الصحافيين بالمغرب يطلبون الإذن من الوالدين قبل التحدث إلى الأطفال أو أخذ صور لهم، رغم أن أغلبية هؤلاء الصحافيين يتفقون على ضرورة احترام حقوق الطفل. وأشارت الدراسة إلى أن برامج تكوين الصحافيين الحالية بالمغرب لا تتستجيب لحاجيات ممتهني الإعلام في المعرفة الكافية بحقوق الطفل.

وبناء على مقابلات مع صحافيين مهنيين، خلصت الدراسة إلى أن هناك وعيا متناميا لدى الصحافيين بالمغرب بضرورة احترام حقوق الطفل. ووفق الدراسة، فإن الوعي يتمظهر في إخفاء وجوه الأطفال في الصور التي يتم نشرها وبثها، وكذا طلب التراخيص من طرف أولياء أمور الأطفال قبل الحديث معهم أو نشر صورهم.

وخلصت الدراسة إلى أنه هناك ندرة من حيث الشكايات الموجهة ضد خروقات وسائل الإعلام لحقوق الطفل، لكنها أوضحت أن ندرة الشكايات لا يعني بالضرورة غياب المخالفات الحاصلة لحقوق الطفول.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة