نفذت الحكومة في شخص وزير الصحة، الحسين الوردي، تهديداتها الواردة في بلاغ سابق باستخدام القوة والتعنيف لإرغام طلبة الطب على استئناف الدروس، بكليات الطب السبعة، والذين يقاطعون الدراسة والتداريب منذ 53 يوما، بهجوم القوات العمومية على كلية الطب، صباح اليوم الخميس، غير عابئة بالحرم الجامعي، وتوقيف 4 طلبة، جرى نقلهم إلى ولاية الأمن بالرباط، قبل إطلاق سراحهم.
واستغرب طالب طبيب بالسنة السابعة، فضل موقع “إحاطة.ما” عدم نشر اسمه، أن يهاجم طلبة طب في تظاهرة سلمية، ويعنفون ويعتقلون، بأمر من عميد الكلية، الذي هو بالمناسبة طبيب، وفي عهد وزير الصحة، التقدمي المنتمي لحزب التقدم والاشتراكية الشيوعي، وهو بالمناسبة أيضا طبيبا.
وأوضح المصدر أن الطبيب عميد كلية الطب في الرباط، الوحيد ضمن عمداء سبعة كليات للطب والصيدلة بالمغرب، التي يقاطع الطلبة الأطباء الدروس بها، من تجرأ وأعطى أوامره للقوات العمومية، من شرطة وقوات التدخل السريع، والقوات المساعدة لتعنيف الطلبة واعتقالهم وسط الحرم الجامعي، رغم أن احتجاجهم سلمي.
وأشار المصدر إلى أن الطبيب العميد، تنازل عن مهنة الطب ليتحول إلى شرطي يعطي التعليمات باعتقال هذا الطالب أو ذاك عبر أوصافهم وملابسهم، لكسر شوكة الطلبة الأطباء وإهانتهم، لثنيهم عن الاستمرار في الاحتجاج.
وكشف الطالب أن أطباء المستقبل سيقوا كالأكباش إلى حافلة للأمن، وأهينوا من طرف ضابط أمن، بأحقر الإهانات، بالسب والشتم بكلام نابي، لم تسلم أمهاتهم التي ربت طبيبا لتنعت بالعاهرة، وأقبح وأبشع الشتائم.
وأضاف أن أربع طلبة المعتقلين نقلوا إلى ولاية الأمن حيث شرع في استنطاقهم، قبل إطلاق سراحهم، بعد اتصال هاتفي، لم يستبعد المصدر أن يكون من جهات عليا، بعدما كانت تهيأ لهم محاضر.
وقال المصدر إن بعض رجال الأمن والشرطة تفهموا مطالبهم، وتعاملوا بمهنية معهم، فيما تجاوز بعضهم الآخر الحدود، وشرع في سبهم وشتمهم، وكأن حسابات سابقة لهم مع الطبيب.
ولم يفوت الطالب الفرصة لتوجيه رسالة إلى الحسين الوردي، متحديا “شعبويته”، أنهم مستعدون للعمل “حتى في تازمامارت”، بتوقيع عقود توظيف، لا عن طريق خدمة إجبارية يرمى الطبيب إلى الشارع بعد استغلاله سنتين من العمل.
وأضاف المصدر أنه ابن أسرة متوسطة الحال، وأن والداه لا يستطيعان توفير عيادة له، لذلك فهو متشبث بالتوظيف في قطاع الصحة، ولكن ليس في إطار الخدمة الإجبارية.
ويواصل الطلبة الأطباء احتجاجاتهم ومقاطعتهم للدروس، فيما تتشبث حكومة عبد الإله بنكيران، برأيها في فرض الخدمة الإجبارية، وإطلاق خطاب “شعبوي” باتهام الطلبة برفض العمل في المناطق النائية، لتأجيج عموم الشعب ضد الأطباء.