يعد مركز تأهيل وإدماج الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة بخنيفرة، الذي أنجز من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نموذجا تربويا رائدا للإدماج السوسيو-اقتصادي للمعنيين وتسهيل ولوجهم سوق الشغل وإبراز قدراتهم الذاتية.
ويقدم هذا المركز، الذي شيد على مساحة 1000 متر مربع، بتكلفة مالية إجمالية قدرها ثلاثة ملايين و643 ألف و157 درهم، وطاقة استيعابية قوامها 400 مستفيد (ة)، خدمات اجتماعية متعددة في مجالات التربية والتكوين والإدماج السوسيو-مهني والعلاجات الطبية، والمشاركة الاندماجية الميسرة لعملية الولوج إلى الرياضة والترفيه والأنشطة الموازية المتاحة، في أفق تفعيل خدمات النقل المدرسي وتوفير المعينات التقنية المطلوبة.
ويسعى هذا المركز إلى ضمان مواكبة وتتبع اندماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في محيطه، عبر خلق مناخ طبيعي كفيل بضمان الاستفادة من البرامج والخدمات التأهيلية العامة، ومختلف الأنشطة الإشعاعية والتحسيسية المتاحة، بغية بلوغ اندماج سوسيو-تربوي ومهني أفضل لشريحة الأشخاص في وضعية إعاقة بالإقليم.
ويهدف هذا المركز إلى توسيع نطاق مهامه في أفق الاستجابة بشكل أفضل لحاجيات الأشخاص ذوي الإعاقة المستفيدين من خدماته، لتمكينهم وأولياء أمورهم من جميع الآليات الضرورية الكفيلة، بضمان تأهيلهم وتيسير اندماجهم في محيطهم السوسيو-اقتصادي، بما يؤهلهم للاضطلاع بدورهم الطبيعي كمواطنين كاملي المواطنة على قدم المساواة ودونما أدنى إقصاء أو تهميش.
ويرتكز مسار التكوين بهذا المركز، الذي يستهدف الأشخاص المعنيين البالغين من العمر ما بين 15 و30 سنة، أساسا، على التكوين داخل المركز بنسبة 80 بالمائة على الأقل من مدة التكوين الإجمالية، قصد إعداد المتدرجين للاندماج في الحياة العملية سريعا، فيما تخصص نسبة 10 بالمائة لتكوين إجمالي عام وتكنولوجي يشمل دروسا نظرية في الجانب التربوي وأخلاقيات المهنة، وحسن الاستعمال اللغوي للمصطلحات السائدة.
كما يتلقى المستفيدون دروسا في خدمات التأهيل المهني في عدة تخصصات، منها النسيج التقليدي والتدبير المنزلي وتقويم النطق وطريقة برايل وروض الأطفال. وفضلا عن ذلك يستفيد المستهدفون من هذا المركز من مشروع صندوق دعم التماسك الاجتماعي في شقه المتعلق بتحسين ظروف تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، الذي بلغ عدد المستفيدين منه حوالي 48 مستفيد، واستجابة لحاجيات الأشخاص في وضعية إعاقة، عملت مؤسسة التعاون الوطني، على توفير الأجهزة الخاصة والمعدات التقنية، التي يستعملها الأشخاص في وضعية إعاقة من أجل التنقل والحركة بلغ عدد المستفدين 55 مستفيد من كراسي متحركة و190 مستفيد من معدات شبه طبية، مع توفير حافلة للنقل المدرسي 172 مستفيد، زيادة على برنامج محو أمية أمهات ومرافقات المستفيدات والمستفيدين بلغ حوالي 25 مستفيدة.
وقال سعيد عادل، مدير المركز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن رهان التكوين كبير ويستدعي التطوير ومواكبة التحولات التي يعرفها الاقتصاد الوطني عامة والاقتصاد الجهوي بشكل خاص، وذلك لتمكين المستفيدين من اكتساب المعارف والكفاءات المهنية لممارسة الحرف أو المهن، وملاءمة المهارات المكتسبة مع التطورات التكنولوجية وحاجات عالم الشغل، وتحقيق الدمج الاجتماعي للاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتأهيلهم في ظروف مناسبة، وكذا تكييف التكوين ليتماشى وحاجاتهم الخاصة، والانفتاح على القطاع الإنتاجي وضمان تكافؤ الفرص.
كما يعتبر أن صعوبة التكوين تتجلى، أساسا، في “ازدواجيته”، فهو يروم من جهة إكساب المهارات المهنية والقدرات العملية، ومن جهة أخرى مساعدة الأشخاص المعنيين على تجاوز إعاقتهم عبر مقاربات علمية وتربوية تستدعي اهتماما خاصا ومتواصلا.
ويضطلع المركز بدور أساسي في ضمان إدماج المعنيين في مجال الشغل، وتغيير نظرة المجتمع عامة إلى الأشخاص المعاقين بخصوص قدراتهم المهنية والمعرفية والإبداعية، إلا أن هذا المركز وحده لا يكفي لسد حاجيات كل ذوي الاحتياجات الخاصة، واستقطاب كل الأشخاص المعنيين في إقليم يتطور بوتيرة سريعة، اقتصاديا وديموغرافيا، ما يستدعي فتح مراكز أخرى مماثلة بمختلف مناطق الجهة، وتعميم التجربة بتنسيق مع كل المتدخلين المؤسساتيين والجمعويين لنبل هذه الالتفاتة التي تجعل من الشخص المعاق عنصرا فاعلا في المجتمع.