وبدأت يوم الخميس عاشر من يناير 2019 محاكمة الفرنسي مهدي نموش (33 عاما) المتهم بقتل أربعة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل في ماي من عام 2014. اعتداء اعتُبر أول هجوم إرهابي ينفذ في أوروبا من قبل جهادي عاد من سوريا.
وتم توقيفه في بعد ستة أيام من عملية القتل وبحوزته مسدس وبندقية في محطة حافلات في مرسيليا. كما تم توقيف المشتبه به الثاني ناصر بندرر (30 عاما) المتحدر من مدينة مرسيليا في ديسمبر 2014 للاشتباه في مساعدته بالحصول على السلاح.
والتقى الرجلان بين عامي 2009 و2010 في سجن سالون دي بروفانس (جنوب فرنسا) حيث كانا مسجونين في نفس المبنى، ووصفا على أنهما متطرفان وكانا يقومان “بالتبشير” بين السجناء المسلمين الآخرين. ويواجه المتهمان مهدي نموش وناصر بندرر عقوبة السجن المؤبد.
ويقول المحققون إن مهدي نموش المولود في شمال فرنسا كان في سوريا من 2013 إلى 2014 حيث التقى نجم العشراوي احد انتحاريي بروكسل. ويشتبه بأنه كان سجانا للصحافيين الفرنسيين الرهائن في سوريا الذين مثل ثلاثة منهم الاطراف المدنية في القضية.
ويظهر التحقيق الفرنسي خلال احتجازه في فرنسا أن نموش كان سجانا “عنيفا”، قام بتعذيب السجناء السوريين وكان معجبا بمحمد مراح، الذي قتل ثلاثة أطفال يهود مع والدهم في عام 2012 في تولوز (جنوب فرنسا).
وقال يوهان بنيزري رئيس لجنة التنسيق للمنظمات اليهودية في بلجيكا، التي تقدمت كطرف حق مدني، أن الطابع المعادي للسامية للاعتداء الذي يتهم فيه المشتبه به لا لبس فيه.
وينفي كل من نموش وبندرر الذين لهما سوابق عدلية، التهم المنسوبة إليهما.
من جهته قال سيباستيان كورتوا، أحد المحاميين الاثنين المدافعين عن مهدي نموش، قال لموقع ميديابارت الفرنسي إن صمت نموش لمدة أربعة أعوام لا يعني أنه مذنب وتوعد بإحداث المفاجأة في أثناء المحاكمة التي استستغرقت حتى الثامن والعشرين من فبراير.
وأضاف كورتوا أن استراتيجية دفاعه تستند إلى بصمات وحمض نووي وآثار أحدية…كما يعتزم توجيه الاتهام للأجهزة السرية الإسرائيلية بالتآمر بهدف تصفية السائحين الإسرائيليين مريام و إيمانويل ريفا الذين يشتبه أنهما كانا عملا لصالح أجهزة استخباراتية.
لكن نظرية المؤامرة هذه قد يصعب تبريرها في ظل حضور الصحافيين الفرنسيين الأربعة – الرهائن السابقين لدى تنظيم الدولية الإسلامية في سوريا– كشهود في المحاكمة.
الصحافيون إدوارد إيلياس وديدييه فرانسوا ونيكولا هينين وبيير توريس تعرفوا على سجانهم مهدي نموش عندما صدرت صورته في الإعلام بعد اعتداء المتحف اليهودي. ومن المتوقع أن يدلوا بشهاداتهم عن معاملة نموش لهم أثناء فترة احتجازهم في أقبية مستشفى أمراض العيون في حلب.
من بين ما كشفوا عنه في وسائل الإعلام أن مهدي نموش كان يهددهم مرارا بالذبح والسلخ، حاملا رشاش كلاشنيكوف صوبهم.
وأن سجانهم كان يحب برنامجا تلفزيونيا يروي قصص مجرمين وكان يحلم أن يكون يوما شخصية مهمة في قضية خارقة للعادة إذ يزعم أنه قال لرهائنه: “عندما سأكون في قفص الاتهام، ستأتون للإدلاء بشهاداتكم”.