أثار كتاب جديد يحمل عنوان: “في الحاجة إلى صحبة رجل – الصحبة والجماعة عند الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله”، من تأليف محمد العربي أبو حزم ضجة بل تصدعا في أوساط جماعة العدل والإحسان، خاصة أنه من تأليف أحد المقربين من عبد السلام ياسين، واختلف أعضاء الجماعة، في تعاليق على نشر النسخة الإلكترونية للكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الفيسبوك، بين مؤيد ومعارض، وبين مدافع عن الحق في الاختلاف ومن يقول أن مجلس الإرشاد لم يأذن لصاحبه بالكتابة والنشر، ما يخالف قوانين جماعة العدل والإحسان.
واستنتج البعض أن الكتاب، الذي صدر منتصف فبراير الماضي، يستخلص منه أن مجلس الإرشاد، الذي يقود الجماعة، “أصبح منافقا وعصابة وخونة”،
وأشار المؤلف، حين قدم الكتاب على موقع التواصل الاجتماعي، إلى مؤلفه هو “موضوع الساعة داخل صفوف الجماعة”، مشيرا إلى أنه “يدرك ما للموضوع من حساسية، وما يواجه الخائض في غماره من صعوبات وشدائد، وما يمكن أن يجنيه المخالف للتصور الرائج من ويلات”.
وأشار إلى أن ما ورد في الكتاب “رأي ورؤية فيما لكلٍّ الحق في إبداء الرأي فيه.. ولكنها شهادة آثَمُ إن كتمتها بدعوى كتمان الكاتمين.. ولكنها أمانة تبليغ الأجيال بعد الأجيال”، قبل أن يستذرك، وهو يعلم أن كتابه سيحدث تصدعا وزعزعة وسط أتباع مجلس الإرشاد، أن “كل حديث عن بعض المقتطفات من الكتاب قبل قراءته كله هو كالحديث الذي يقف عند (ويل للمصلين)”.
وما توقعه محمد العربي أبو حزم من ردود فعل تجلت بشكل واضح على الفايسبوك، بتعليق أول اعتبر حيث كتب قيادي في الجماعة رشيد بوطربوش أن الكتاب، ونشره مجانا، “هدية مسمومة”، مشككا في نزاهة الكاتب المالية، “مال للطباعة والنشر ومال للإشهار على الفايسبوك وتوزيع بلا مقابل … ثم ينشر مجانا للعموم !؟ كرم بالغ”.
وهو ما رد عليه آخر عبد الحفيظ البقالي “سيدي الدكتور رشيد بوطربوش نريد منك نقدا بناء لكتاب عبر فيه صاحبه عن رأيه في موضوع عظيم جلل يُهيب بِنَا أن نترفع عن أساليب القذف والهمز واللمز، فأنتم أسمى بأن تزل قدمكم في الوحل وتقعون في المحظور”، فيما سار في الاتجاه نفسه رد آخر “رشيد بوطربوش كفى من لغة الشيطنة !!!!!!!!الرجوع الله ا الفقيه!!!!!”.
فكان رد رشيد بوطربوش أكثر قسوة، وكأنه يخفي شيئا، يدين به صاحب الكتاب، حين رد على عبد الحفيظ البقالي قائلا “لم آكل مال أحد بالباطل حتى أخشى الزلل ولو شئت لفضحت وأفصحت ولكني اكتفيت بالتحذير دمت سالما”.
أما سفيان إدغضور، من جهته كتب “انا فاش قريت الكتاب بكل صراحة جاني إحساس بلي يريد ان يقول لنا بان مجلس الارشاد اصبح منافقا وعصابة وخونة وهذا لا يليق” .
وكتب آخر “إخوتي هذا الكتاب لم يصادق عليه مجلس اﻹرشاد في جماعة العدل واﻹحسان لوجود بعض التجاوزات”، بل الأكثر من هذا فالجماعة تمنع الحق في الكتابة، حيث يتابع “فلابد قبل اﻹقدام على أي عمل يخص الجماعة أن نستشير دوي السابقة في الجماعة وخصوصا إخوتنا في مجلس اﻹرشاد”.
ومن خلال هذه التعاليق، وغيرها كثير، الملاحظ أن أعضاء الجماعة تربوا على الخنوع والطاعة، ولا مجال للمناقشة، وإبداء الرأي، وكل مخالف فهو خائن، ومندس، ومن غير المنتظر أن تلفق له اتهامات، لأن الأعضاء لم يتبنوا منهج الحوار والرأي والرأي الآخر، فلا رأي يعلو على رأي الزعيم الإمام، ومن بعده مجلس الإرشاد وهكذا دواليك.