تم اليوم الجمعة بالجزيرة الخضراء تدشين المقر الجديد للقنصلية العامة للمغرب بهذه المدينة التي تقع جنوب إسبانيا بحضور الوزير المنتدب المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية السيد محمد بن عبد القادر وسفيرة المغرب في إسبانيا السيدة كريمة بنيعيش .
ويتوفر المقر الجديد للقنصلية العامة للمغرب بالجزيرة الخضراء الذي تم تدشينه بحضور عمدة الجزيرة الخضراء السيد خوسي إغناسيو لاندالوسي والقنصل العام للمغرب في الجزيرة الخضراء عبد الفتاح اللبار والعديد من الشخصيات الإسبانية والمغربية وبعض أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا على العديد من المرافق والتجهيزات العصرية والحديثة من شأنها أن تساهم في تحسين وتجويد مختلف الخدمات الإدارية والقنصلية في أحسن الظروف .
وقال السيد محمد بن عبد القادر إن هذا المشروع الرائد قد تم إنجازه بفضل شراكة بين الوزارة المنتدبة المكلفة بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية ومكتب برنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي وذلك تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية بخصوص تحسين شروط ولوج المواطنين إلى خدمات الإدارات العمومية.
وأضاف أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يشدد في خطبه على ضرورة تحسين وتجويد الخدمات العمومية خاصة تحسين ظروف الاستقبال للمرتفقين وتمكين المواطنين من الولوج السلس وفي ظروف ملائمة إلى الخدمات العمومية .
وأشار السيد بن عبد القادر إلى أن إحداث مقر جديد للقنصلية العامة للمغرب في الجزيرة الخضراء يدخل في إطار برنامج تحسين استقبال مرتفقي الإدارات العمومية والتي هي جزء لا يتجزأ من بين الأولويات والمشاريع الإستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة وتشرف عليها الوزارة المنتدبة المكلفة بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية .
وأضاف أن هذا المشروع يندرج أيضا في إطار تنفيذ المخطط الوطني لإصلاح الإدارة ( 2016 / 2021 ) ويستجيب إلى حد كبير لأهداف التنمية المستدامة لأجندة 2030 .
وأكد الوزير أن هذا المشروع الذي يهدف إلى تحسين فضاءات الاستقبال بالقنصلية العامة للمغرب في الجزيرة الخضراء يكتسي أهمية كبيرة لعدة أسباب مشيرا إلى أنه يمكن أن يشكل منطلقا لتعميم هذا النموذج على باقي القنصليات العامة للمملكة في إسبانيا وبلدان أخرى .
وأوضح أن هذه القنصلية العامة تقدم خدماتها لأكثر من 90 ألف من المغاربة المقيمين بالجزيرة الخضراء وضواحيها والتي يمر عبرها سنويا وبشكل مثالي وسلس ما يقرب من ثلاثة ملايين من المغاربة المقيمين بالخارج خلال عملية ” مرحبا ” مؤكدا أن المقر الجديد للقنصلية الذي يوجد في موقع استراتيجي بالقرب من ميناء الجزيرة الخضراء يحتل فضاء ذا رمزية وقيمة تاريخية كبيرة بالمدينة .
ومن جهتها أكدت السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المغرب بإسبانيا أن هذا المقر الجديد يعكس الرغبة القوية للمغرب في تقديم أفضل الخدمات العمومية للمواطنين والزوار وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا المجال مذكرة بالعناية الكبيرة التي يوليها جلالته لأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج .
وأضافت أن هذا المشروع الرائد تم إنجازه بمدينة تتمتع بموقع استراتيجي ويعبرها سنويا حوالي ثلاثة ملايين من المغاربة المقيمين بالخارج كما تقيم بها جالية مغربية مهمة حققت اندماجا سلسا في بلد الاستقبال .
وأشارت سفيرة المغرب بإسبانيا إلى أن المغرب وإسبانيا هما دولتان تاريخيتان عظيمتان تمكنتا مع مرور الوقت من تطوير علاقاتهما المتميزة والتي ازدادت قوة ومتانة خلال السنوات الأخيرة .
وقالت إن العلاقات بين المملكتين ترتكز على أسس قوية ومتينة تتمثل في الروابط الاستثنائية التي تجمع بين العائلتين الملكيتين المغربية والإسبانية وكذا في قوة وكثافة التعاون الثنائي السياسي والاقتصادي والثقافي مع الالتزام القوي من الطرفين بدعم وتعزيز هذا التعاون وهذه الشراكة .
وذكرت في هذا الصدد بالزيارة الرسمية التي قام بها عاهلا إسبانيا إلى المغرب في فبراير الماضي والتي توجت بتوقيع 11 اتفاقية للتعاون من شأنها أن تعطي بلا شك زخما جديدا للشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بين المملكتين .
وبدوره أكد عمدة الجزيرة الخضراء السيد خوسي إغناسيو لاندلوسي أن القرب الجغرافي بين إسبانيا والمغرب أضحى ” عنصر توحيد للأنشطة والمبادرات ولمضاعفة الجهود والتقاء الأفكار والرؤى حول المشاريع في عالم ” موسوم بالتحولات العميقة التي تشمل مختلف المجالات .
وقال إن المقر الجديد للقنصلية العامة للمملكة والمرافق والتجهيزات الحديثة التي يتوفر عليها بالجزيرة الخضراء التي هي مدينة تشكل نموذجا للتعايش بين الثقافات والحضارات وللتسامح والعيش المشترك يعكس بحق ” العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين ” .