طالب القيادي الاتحادي مصطفى عماي، عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، بالتنحي عن القيادة، وتمهيد الطريق لانتقال سلس يقود الحزب لتجديد هياكله وتشبيبها، ليعود لتوهجه من جديد.
وقال عماي لإدريس لشكر “أخاطب فيكم اليوم المناضل الاتحادي، الذي أعطى الكثير للحزب حتى تبوأ أعلى مراتبه”، وأكد عماي، الذي كان من أشد المساندين والداعمين للشكر، خلال ترشحه للكتابة الأولى، في الولاية الأولى والثانية، أن “الانطلاقة للتحضير لمعركة الكتابة الأولى إبان التحضير للمؤتمر التاسع كانت من الأقاليم الصحراوية، بإشرافكم على المؤتمرات الجهوية للجهات الثلاث للصحراء، وكنت موفقا وكنا معك مقتنعين بأهليتك لقيادة الحزب”.
وأضاف عماي أن الحزب شهد، في عهد إدريس لشكر تقهقرا”، وتراجعا على مستوى الانتخابات الجماعية والتشريعية، ما دفع إلى تمثيلية محتشمة في الحكومة الحالية، وقال “كان ما كان وشاءت الأقدار أن نتقهقر في استحقاقات جماعيات 2015، ويشاء القدر في تشريعيات 2016 أن نحصل بالكاد على فريق برلماني، وكانت مشاركة بحقائب محتشمة في حكومة العثماني، وثار العشرة وعزيناها لرغبتهم في الحصول على نصيبهم من كعكة المناصب، والحقائب، ووقفنا إلى جنبك في المؤتمر العاشر من أجل عهدة ثانية وآزرناك دون قيد أو شرط وعلى الرغم من مؤاخذتنا لك على بعض أخطاء العهدة الأولى إلا أننا لم نخض (حديثا في ما جرى)”.
وأشار عماي إلى أن “المؤتمر ومرة أخرى انتهى، وكان ما كان وانتظرنا استشرافا للمستقبل بخلق دينامية تنظيمية لضخ دماء جديدة واسترجاع الوهج الإشعاعي إلا أننا أصبنا بخيبة أمل وأصبحنا نفقد ما تبقى منا”.
ولم يفت عماي تذكير لشكر بحبه وتقديره، وقال “الأخ الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر خطابي هذا لك منبعث من حب وتقدير لشخصكم وأنتم تعرفون ذلك جيدا والدليل على ذلك مواقفنا معك في عز معارك المؤتمرين التاسع والعاشر وكنت دائما أخا ناصحا لكم ولم أكن محابيا متملقا أبحث عن مصلحة وأنقل لك ما تحب أن تسمعه بل نقل لك الحقيقة حتى وإن كانت مرة”.
وأما ما سبق، ونظرا لما يمر به الحزب من أزمة، طالب عماي لشكر بالتنحي، وقال إن “ساعة تسليم المشعل لجيل جديد حانت”، وعاه إلى الاستفادة من التجربة القطرية في تدبير الدولة والانتقال السلس للحكم، بعيدا عن الذاتيات، حيث قال “ولكم في تجربة قطر خير دليل فالشيخ حمد بن خليفة لما أحس بأن نظام والده مهدد قام بإنقلاب أبيض على أبيه وتسلم مقاليد الحكم وجعل من إمارة قطر الصغيرة رقما صعبا في تدبير السياسة الدولية وتفوقت على دول مجلس الخليج التي كانت تنظر إليه نظرة استصغار ولما أحس بأن وضعه الصحي لا يسمح له بالاستمرار في إدارة شؤون البلاد تنازل لابنه تميم وها هي قطر تتقوى رغم الحصار بل زادت قوة”.
وأضاف عماي أن “أسباب نزول تجربة قطر هو أننا نريد التغيير معكم وبكم، بما يخدم وحدة الحزب، ومستقبله، لأننا نريد تسليم المشعل الآن لجيل جديد، يرد للحزب قوته كي نخرج من هذا النفق المظلم ونكون رقما صعباً في المعادلة، لا حزبا وهنا يستعطف الآخر من أجل حقائب لا تسمن ولا تغني”.
وأكد عماي أن الحزب “في حاجة لتغيير سلس هادئ”، وقال “أخاطبك بما يخفيه عنك الحواريون -الذين يوهمونك بنجاح كل المبادرات التي أطلقتها- الحزب في حاجة لتغيير سلس هادئ، قبل أن تفرض علينا عملية قيصرية، يجلب لها جراح من الخارج، ويضع أبناء الحزب في الحاضنة، بدل المولود الجديد حينها لن ينفع الندم”.
وفي الأخير، لم يفت عماي تذكير لشكر بأن منافقين لهم أطماع ذاتية في محيطه، سيكونون من الأولين المناهضين له، في أول معركة، واستشهد بمثل صحراوي وقال “نسيت أن أذكرك بمثل صحراوي وأنت إبن الصحراء المثل يقول (للي ما هو تفگاك فغزي لا يحمي عليك النهار)، ومعنى المثل أن من لم يكن حليفك في الغزوة لا داعي لرفقته، ونحن نقول لك من يصفق لك الآن ويبحث عن مصلحة، وهو أصلا لم يكن معك، إلا بعد انفضاض الغبار، نقول لك لا داعي للأخذ برأيه فهو غدا سيكون في طليعة المناهضين لك”.