تعرض فريق صحافي تابع للقناة الثانية، اليوم الأحد، لاعتداء شنيع من طرف رجال الأمن الخاص بمستشفى بأزرو.
وجاء في بلاغ للنقابة الوطنية للصحافة المغربية أن ثلاثة زملاء يعملون في المكتب الجهوي للقناة الثانية في مدينة فاس، تعرضوا، صباح يوم الأحد 25 أكتوبر 2015 لاعتداء شرس وهمجي أمام المستشفى المحلي (أطلس/أزرو)، وذلك أثناء ممارسة مهامهم المهنية بتكليف من رئاسة التحرير المركزي في الدارالبيضاء.
واستنادا إلى المعطيات والتفاصيل التي استقتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية من عين المكان من خلال الاتصالات العديدة التي أجراها الزميل زهير داودي، عضو المكتب التنفيذي، فإن كلا من الزميلة الصحافية سارة الجبري، والمصور التلفزيوني عبد العالي مكاوي، ومساعد المصور رشيد الحمداني، تعرضوا لاعتداء شنيع من طرف ثلاثة حراس أمن خواص ينتمون لشركة حراسة مكلفة بالسهر على الأمن داخل المستشفى المحلي (أطلس/أزرو).
وكان الزملاء الثلاثة قد اتصلوا بمدير المستشفى المحلي لأزرو من أجل أخذ تصريحه بشأن قضية حالات تسمم أصابت تلاميذ بثانوية محمد الخامس بأزرو، والذي طلب من الفريق التلفزي مهلة 15 دقيقة للاستعداد قبل تسجيل التصريح.
في الأثناء، وفي انتظار بدء التصوير مع مدير المستشفى في مكتبه، شرع المصور التلفزيوني عبد العالي مكاوي في أخذ صور من الشارع العام لواجهة المستشفى من أجل تضمينها في الروبورتاج حول قضية تسمم التلاميذ، وهي القضية التي تكتسي أهمية إخبارية قصوى بالنظر إلى تسجيل حالة وفاة (تلميذ).
وماهي إلا بضع ثوان، حتى انطلق حراس الأمن الخواص في الاعتداء على الزميل مكاوي بالتعنيف والضرب والسب والقذف بألفاظ نابية، وقد تم هذا السلوك العدواني أمام مرأى ومسمع العديد من المواطنين الذين استنكروا ونددوا بما وقع لطاقم القناة الثانية.
وأمام احتجاج الفريق التلفزي على هذا الهجوم غير المبرر الذي جرى في الشارع العام، تمادى حراس الأمن الخواص في اعتدائهم وقاموا بكسر وإتلاف آلة التصوير(الكاميرا)، وحاولوا إدخال الزميل مكاوي بالقوة إلى داخل المستشفى من أجل احتجازه والاستمرار في ضربه وكأنهم ينتمون لسلك رجال الأمن الوطني. كما تجرأ المعتدون على الاستيلاء على آلة التصوير وتجريد الزميل من هاتفه النقال لمنعه من التواصل مع القناة الثانية والمصالح الأمنية في أزرو وفاس.
وعلى خلفية هذا الاعتداء، قام الزملاء الثلاثة بإخطار مصلحة الأمن الوطني بأزرو التي استمعت لأقوالهم في محضر رسمي، وعملت على استرجاع الهاتف المحمول وآلة التصوير التي كسرها المعتدون.
إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وهي تتضامن بشكل مطلق مع الزملاء المعتدى عليهم في هذه المحنة وتدين وتشجب هذا الاعتداء الهمجي بأقوى العبارات الممكنة، تشدد ما يلي:
– أولا: تطالب النقابة السلطات الأمنية المحلية في إقليم أزرو بفتح تحقيق عاجل في حادث الاعتداء الشنيع على الزملاء في القناة الثانية في الشارع العام، وإخبار النقابة بنتائجه الكاملة من أجل استجلاء الحقيقة.
– ثانيا: تطالب النقابة الحكومة، ممثلة في وزارة الصحة العمومية، بمتابعة هذه القضية من خلال العمل على تحديد الجهة المسؤولة عن استهداف طاقم القناة الثانية، وذلك على اعتبار أن الحراس المعتدين يمارسون مهمة الحراسة الأمنية داخل مؤسسة استشفائية عمومية تابعة للدولة، وليس في الشارع العام.
– ثالثا: إن الفريق التلفزي، الذي ينتمي إلى مؤسسة الإعلام العمومي، كان في مهمة إنجاز روبرتاج حول قضية (حالات تسمم أصابت تلاميذ بثانوية محمد الخامس) تستأثر باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، ومن هنا تجدد النقابة التأكيد على ضرورة التزام الحكومة، ممثلة في وزارة الاتصال، بحماية الحق في الوصول إلى مصادر الخبر كما يضمنه القانون والقوانين المهنية ذات الصلة، وبالتالي إعمال المقتضيات القانونية كلما تعرض الصحافيون للاعتداءات التي تسجل النقابة أن وتيرتها تضاعفت بشكل مقلق وغير مفهوم خلال السنوات الأخيرة، مما يهدد السلامة الجسدية والنفسية لمهنيي الصحافة ويمنع من مزاولة المهنة في ظروف عادية وسلسة.
– رابعا: إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي ستتابع هذه القضية من جميع الجوانب، تؤكد أنها تضع رهن إشارة الزملاء المعتدى عليهم، كل أشكال الدعم والمساندة ليس أقلها المؤازرة القانونية والقضائية إذا قرر الزملاء الثلاثة اللجوء إلى القضاء من أجل صون كرامتهم الشخصية وحماية صفتهم المهنية.