أدى أمير المؤمنين، الملك محمد السادس اليوم، صلاة الجمعة بمسجد “عثمان بن عفان” بالضويات بالجماعة الترابية سبع رواضي (إقليم مولاي يعقوب). واستهل الخطيب خطبة الجمعة بالتأكيد على أن الاستجابة لله ولرسوله، حين دعوته لما يحيي الإنسان، تعني في عمومها وشموليتها الاستجابة لدواعي الحياة الطيبة وأسبابها، بكل ما تحمله كلمة الحياة من معنى.
وأوضح أنها تعني الاستجابة لعقيدة تحيي القلوب والعقول، وتنقذها من براثن الجهل والحيرة والضلال، ولشريعة تحيي الأفراد والجماعات، وتنير لهم الطريق للأعمال الصالحات، وتبعث في الجميع روح المشاركة الفعالة، والحيوية المتوقدة لتحقيق حياة كريمة فاضلة، متكاملة متضامنة عادلة، يسعد فيها الإنسان فردا ومجتمعا ودولة، وتجعله يتنافس في المكرمات، ويترسم الخطى الحثيثة نحو حياة اجتماعية ناهضة.
وقال بهذا الخصوص “إذا كنا نتعبد بكثير من توجيهات ديننا، فإننا في نفس الوقت مطالبون بأن نسترشد بكثير من تعاليم هذا الدين في كل ما هو إيجابي ونافع في حياتنا”، وذلك لكون طاعة الله ورسوله والاستجابة لهما سبب للحياة الحقيقية، حياة الإيمان والهدى والرشاد، والعزة والسعادة والفلاح.
وذكر بأن الله تعالى قد أخبر أن ما عنده من الثواب في الآخرة خير وأبقى للمؤمنين، الذين من صفاتهم الاستجابة لربهم، بطاعة أمره واجتناب نهيه، مع توكلهم عليه سبحانه وتعالى، وإحسانهم إلى الخلق بكل أنواع الإحسان والمعروف والعمل الصالح، مشيرا إلى أن المؤمنين المستجيبين لدعوة الله، يقابلهم المكذبون والمترددون، والمنافقون.
وأبرز أن الله قد وفق المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الاستجابة لدعواته في كل ما ينفعهم. ولذلك تحقق في عهده خير كثير وإنجازات عظمى للإسلام والمسلمين، مشددا على ضرورة قراءة القرآن، في الوقت الراهن، وتدبر ما فيه من توجيهات “نحقق بها حياتنا الطيبة، وأن نعمل بالسنة الصحيحة في هذا الاتجاه، ونستمع لإرشادات ولي أمرنا أمير المؤمنين، الذي ينصحنا ويوجهنا، ويخطط لحياتنا الطيبة في كل المجالات، وحذار أن يتسم سلوك أحد منا باللامبالاة أمام حاجيات الوطن”.
وفي الختام تضرع الخطيب إلى الله عز وجل بأن يبارك لأمير المؤمنين، “حامل هموم هذه الأمة ليل نهار”، في النيات والأعمال، وبأن يحقق له كل الآمال، وأن يجزيه الجزاء الأوفى عن الأمة بما وفر لها من وسائل الإرشاد والإفتاء حتى تأخذ أمر الدين من منبعه السليم، وبأن ينصره نصرا عزيزا مؤزرا، ويقر عين جلالته بولي عهده الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد، وبأن يحفظه في كافة أسرته الملكية الشريفة. كما توجه إليه جل جلاله بأن يغدق سحائب مغفرته ورحمته ورضوانه على الملكين الراحلين، الحسن الثاني ومحمد الخامس، وأن يكرم مثواهما ويجعلهما في جنات النعيم.